تأثير ترامب على أسواق الأسهم: نظرة على الماضي وتوقعات المستقبل
تُعد فترة رئاسة دونالد ترامب من 2016 إلى 2020 من الفترات التي شهدت تغييرات كبيرة في أسواق الأسهم.
إذ تأثرت الأسواق بسياساته وتغريداته وحروبه التجارية، ما أدى إلى تغيرات ملحوظة في معنويات المستثمرين.
ومع عودة ترامب للرئاسة في عام 2025، من المهم استعراض تأثيره السابق على سوق الأسهم وتوقع ما قد يحدث في المستقبل.
تأثير ترامب على الأسواق (2016-2020)
انتعاش الأسواق بعد الانتخابات (2016-2017)
بعد فوز ترامب المفاجئ في انتخابات نوفمبر 2016، شهدت أسواق الأسهم الأمريكية ارتفاعًا كبيرًا فيما عُرف باسم “انتعاش ترامب”. ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 30% خلال العام الأول من رئاسته. وكان المستثمرون متفائلين بوعوده بتخفيض الضرائب وتخفيف اللوائح التنظيمية والاستثمار في البنية التحتية.
أبرز النقاط:
- إصلاحات ضريبية:
خفض قانون تخفيض الضرائب لعام 2017 نسبة الضرائب على الشركات من 35% إلى 21%، مما أدى إلى زيادة أرباح الشركات وارتفاع قيم الأسهم. سجل مؤشر S&P 500 ارتفاعًا بنسبة 19% في عام 2017.
- تخفيف اللوائح:
ألغت إدارة ترامب العديد من اللوائح التنظيمية، خاصة في قطاعات المالية والطاقة، مما دعم ارتفاع أسهم هذه القطاعات.
التقلبات التجارية وحروب التعريفة الجمركية (2018-2019)
رغم قوة الاقتصاد، أدت سياسات ترامب التجارية، وخاصة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى زيادة التقلبات في الأسواق. فرضت التعريفات الجمركية على مليارات الدولارات من السلع، مما خلق حالة من عدم اليقين.
أهم الأحداث:
- تصحيحات السوق: في عام 2018، شهد مؤشر S&P 500 عدة تصحيحات بسبب تصاعد التوترات التجارية، ولكن السوق تعافى بشكل قوي كلما اقتربت المفاوضات من الاتفاق.
- تأثيرات قطاعية: تأثرت قطاعات التكنولوجيا والسلع الاستهلاكية بشكل أكبر بسبب الحرب التجارية، بينما استفادت الصناعات المحلية مثل المرافق والعقارات.
جائحة كورونا والأسواق (2020)
هيمنت جائحة كورونا على العام الأخير من رئاسة ترامب. شهدت الأسواق انهيارًا في مارس 2020، مما محا المكاسب المحققة خلال فترة رئاسته. ومع ذلك، أدت حزم التحفيز الضخمة إلى تعافٍ سريع .
أهم النقاط:
- حزم التحفيز:
ضخ قانون CARES أكثر من 2 تريليون دولار في الاقتصاد لدعم الشركات والمستهلكين. استجابت الأسواق بشكل إيجابي، وسجل مؤشر NASDAQ مستويات قياسية جديدة بحلول منتصف 2020.
- دور الاحتياطي الفيدرالي:
ساعدت سياسات الفائدة المنخفضة والتيسير الكمي من قبل الاحتياطي الفيدرالي في دعم أسواق الأسهم.
توقعات تأثير ترامب 2025
مع تأكيد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية ووصولة لمقاليد الحكم مع بداية العام 2025 تعالو نتعرف على بعض من الآثار المحتملة للنتيجة التالية على الأسواق المالية
سياسات داعمة للأعمال وتخفيف اللوائح
من المتوقع أن يستمر ترامب في نهجه الداعم للأعمال، مع التركيز على تخفيض الضرائب وتخفيف اللوائح، مما قد يؤدي إلى:
-
ارتفاع قصير الأجل في الأسواق:
قد يستجيب المستثمرون بتفاؤل مع وعود تخفيض الضرائب وتخفيف اللوائح، خصوصًا في قطاعات المالية والطاقة والصناعات.
-
القطاعات المستفيدة:
قد تشهد القطاعات التقليدية مثل النفط والغاز والبنوك انتعاشًا، بينما قد تتعرض الشركات الخضراء والتكنولوجيا لضغوط في حال تحولت السياسات بعيدًا عن الطاقة المتجددة.
السياسات التجارية والتوترات الجيوسياسية
قد يعيد نهج ترامب “أمريكا أولاً” التوترات التجارية، خاصة مع الصين، مما قد يؤدي إلى:
-
زيادة التقلبات:
قد تواجه الأسواق تصحيحات على المدى القصير اعتمادًا على شدة التعريفات الجديدة أو القيود التجارية.
-
توجه دفاعي:
قد يميل المستثمرون إلى الشركات المحلية والقطاعات مثل المرافق والرعاية الصحية.
السياسات المالية والنقدية
مع ضغط ترامب المتوقع على الاحتياطي الفيدرالي لتحقيق سياسات داعمة، قد نشهد:
-
استمرار الفائدة المنخفضة:
ضغط على الفيدرالي للحفاظ على معدلات فائدة منخفضة، مما يدعم أسواق الأسهم.
-
حزم تحفيز إضافية:
احتمال حدوث جولة أخرى من تخفيض الضرائب أو الإنفاق على البنية التحتية، مما قد يعزز النمو الاقتصادي والأسواق.
رغم أن سياسات ترامب قد تدعم نمو الأعمال، إلا أنها قد تزيد من الضغوط التضخمية، خاصة إذا لم يتم تعويض تخفيض الضرائب بزيادة الإيرادات. ارتفاع الديون الوطنية وزيادة التضخم قد تدفع الفيدرالي لرفع الفائدة، مما يشكل خطراً على أسواق الأسهم.
يمكن وصف “تأثير ترامب” على سوق الأسهم بمزيج من التفاؤل المدعوم بسياسات تخفيض الضرائب وتخفيف اللوائح، مع زيادة التقلبات بسبب الحروب التجارية وعدم اليقين السياسي.