إن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني صراع طويل الأمد ومعقد، ومن الصعب التنبؤ بتأثيره المحتمل على الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، هناك عدد من الطرق التي يمكن أن يكون للصراع من خلالها تأثير كبير، بما في ذلك:
تعطيل التجارة والاستثمار: يمكن أن يؤدي الصراع إلى تعطيل تدفقات التجارة والاستثمار بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وكذلك بين إسرائيل وجيرانها. وقد يكون لذلك تأثير سلبي على اقتصادات جميع البلدان المعنية، وكذلك على الاقتصاد العالمي ككل.
ارتفاع أسعار النفط: من الممكن أن يؤدي الصراع إلى ارتفاع أسعار النفط، حيث تقع إسرائيل والأراضي الفلسطينية في منطقة غنية بالنفط والغاز. وقد يكون لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، لأنه سيؤدي إلى ارتفاع التكاليف على الشركات والمستهلكين.
زيادة الإنفاق العسكري: يمكن أن يؤدي الصراع إلى زيادة الإنفاق العسكري من قبل إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وكذلك من قبل دول أخرى في المنطقة. وقد يؤدي ذلك إلى تحويل الموارد بعيدًا عن قطاعات اقتصادية مهمة أخرى، مثل التعليم والرعاية الصحية.
انخفاض السياحة: يمكن أن يؤدي الصراع إلى انخفاض السياحة إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وقد يكون لذلك تأثير سلبي على اقتصاد كلا البلدين، حيث تعد السياحة مصدرا رئيسيا للدخل لكلا البلدين.
زيادة عدم الاستقرار السياسي: يمكن أن يؤدي الصراع إلى زيادة عدم الاستقرار السياسي في المنطقة. وهذا قد يزيد من صعوبة القيام بالأعمال التجارية في المنطقة ويمكن أن يعيق الاستثمار الأجنبي.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه ليست سوى بعض الطرق المحتملة التي يمكن أن يؤثر بها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الاقتصاد العالمي. وسيعتمد التأثير الفعلي على عدد من العوامل، بما في ذلك شدة الصراع ومدته، واستجابة المجتمع الدولي، ورد فعل الأسواق المالية العالمية.
الحرب يمكن أن تؤدي أيضاً إلى انخفاض الاستثمار في الشرق الأوسط. غالبًا ما يتردد المستثمرون في الاستثمار في المناطق غير المستقرة أو المعرضة لخطر الصراع. ومن المرجح أن تؤدي الحرب الإسرائيلية الفلسطينية إلى زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، الأمر الذي قد يثني المستثمرين عن الاستثمار في مشاريع في إسرائيل وفلسطين والدول المجاورة الأخرى. وهذا من شأنه أن يقلل النمو الاقتصادي في المنطقة ويكون له تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي. الى جانب أن الحرب يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. تعد إسرائيل مصدرًا رئيسيًا للمنتجات الزراعية، وقد يؤدي الصراع إلى تعطيل إنتاج ونقل هذه المنتجات، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. وسيكون لهذا تأثير سلبي على المستهلكين في جميع أنحاء العالم، الذين سيضطرون إلى دفع المزيد مقابل الغذاء. وهذا قد ينتج عنه ارتفاع جديد في مستويات التضخم العالمية والتي يعاني منها الاقتصاد العالمي بالفعل في الوقت الحالي، مما قد يدفع الاقتصاد العالمي في مرحلة من الركود والذي هو محتمل بالفعل.
التأثير على الولايات المتحدة الأمريكية.
قد يظن البعض أن الولايات المتحدة الأمريكية بعيدة عن الصراع جغرافياً ولكن اقتصادياً الأمر يختلف كثيراً، فالولايات المتحدة الأمريكية الأن كما أعلن بايدن ستساعد اسرائيل بقوة في هذه الحرب عن طريق تزويدها بالسلاح اللازم والأموال اللازمة للحرب، وهذا قد بدأ بالفعل، ولكن لا ننسى أن الحكومة الأمريكية تعاني الأن من عجز في الموازنمة العامة لديها ويبلغ قيمة العجز 2 تريليون دولار أمريكي تقريباً، وهذه نسبة كبيرة ولا تعرف الولايات المتحدة الأمريكية الى الأن كيفية تمويلها بسبب ارتفاع حجم الدين العام الأمريكية بشكل كبير، وهذه الضغوط قد تدفع الولايات المتحدة الأمريكية الى الوقوع في فخ طبع النقود مرة اخرى وهو ما قد يدفع التضخم الأمريكي الى أعلى مرة اخرى بعد كل هذه الجهود التي تحدث من الفيدرالي للسيطرة على التضخم، وهذا يعني أننا قد نشهد مرحلة جديدة من التضخم خاصة في حالة ارتفاع أسعار الوقود، أضف الى ذلك أن الولايات المتحدة الأمريكي ستضطر الى ترك اوكرانيا وحدها بعد توجه مجهود الانفاق والمساعدات العسكرية الى اسرائيل، مما قد يغير الوضع تماما بين روسيا واوكرانيا في النزاع الجاري بينهم، وهذا قد يُمكن روسيا من السيطرة على اوكرانيا وهو ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت في وضع لا تُحسد عليه في الوقت الحالي. أياً كان نحن في انتظار مشاهدة الأتي وستتضح الرؤية في الأيام المقبلة.