بيانات اليوم تغير خارطة الأسواق حيث تفاعل سوق العملات والأسهم بتباين تجاه البيانات المتعددة التي صدر اليوم
نبدأ من آسيا وتحديدا من الاقتصاد الصيني الثاني عالميا من حيث حجم الناتج المحلي الإجمالي والذي قد نما في الربع الأول من هذا العام بمعدل 6.8% على أساس سنوي وبأفضل من التوقعات عند نمو بـ 6.7% وقد سجل نموا فصليا للربع الأول فقط عند 1.4% بأقل قليلا من التوقعات عند 1.5% وبأقل أيضا من نمو الربع الرابع من العام الماضي عند 1.6%
الصورة لم تكن كلها إيجابية حيث شهد الاقتصاد الصيني تباطؤ في نمو الاستثمارات الثابتة من 7.9% إلى 7.5% حيث عادت لتقترب من ادنى مستويات سجلتها في نوفمبر عند 7.2% والتي تعتبر الأقل منذ عام 1999
أيضا فإن نمو الإنتاج الصناعي للربع الأول سجل تراجع من 7.2% إلى 6.0% وأما الجانب المشرق فهو استمرار استهلاك الأفراد حيث ارتفع مؤشر مبيعات التجزئة من 9.7% إلى 10.1%
هذه البيانات تعني أن نمو الاقتصاد الصيني ما يزال ينمو بشكل جيد والأهم أن استهلاك الأفراد عند مستويات جيدة مما يعني أن تراجع البيانات الصناعية ما هو إلا استمرار لعملية التحول التي يشهدها الاقتصاد من اعتماده على التصدير إلى اعتماده على الاستهلاك المحلي
بالرغم من هذه البيانات إلا أن مؤشر شنجهاي للاسهم في الصين سجل اليوم تراجعا بمعدل 1.39% عند 3067.51
أما اليوان فقد استقر عند مستويات 6.2850 يوان للدولار الواحد
بالانتقال إلى البيانات الأوروبية نجد ضعف في بيانات منطقة اليورو أدت لدفع اليورو للتراجع دون مستويات الـ 1.24 التي سجلها اليوم
حيث صدر مؤشر ZEW الألماني الذي يقيس مناخ الاقتصاد الأكبر في اوروبا وقد سجل مفاجأة بتراجعه إلى أدنى مستوى منذ عام 2012
فقد سجل عن شهر ابريل الجاري مستوى سالب 8.2 مما يعكس حالة من الخوف لدى أصحاب الاعمال في المانيا بسبب قرب انتهاء برامج التحفيزات من المركزي الأوروبي وبسبب المخاوف من الحرب التجارية وإمكانية أن تفرض اميركا رسوم على السيارات الألمانية وغيرها من الصادرات
أما المؤشر الذي يقيس مناخ اعمال المنطقة الأوروبية ككل فقد سجل قراءة ضعيفة أيضا عند 1.9 وهي الأدنى منذ يوليو 2016
السلبية لم تقتصر على ذلك فقط بل امتدت لبيانات التضخم الإيطالية والتي تراجعت في قراءة اليوم النهائية عما كانت عليه في القراءة الأولية
حيث سجلت النهائية نمو عند 0.3% بأقل من القراءة السابقة عند 0.4% أما السنوية فسجلت 0.9% بأقل من السابقة عند 1.1%
هذا يعني أنه من الممكن أن تظهر غدا بيانات التضخم النهائية لمنطقة اليورو بأقل من القراءة الأولية إن لم يتم رفع تقديرات التضخم في الاقتصادات الأخرى
مما يعني إعطاء وقت أكبر للبنك المركزي الأوروبي بإبقاء التحفيزات النقدية وعدم رفع معدلات الفائدة مما أثر سلبا على اليورو اليوم الذي تراجع 0.2% حتى اعداد التقرير عند مستوى 1.2350
أما في بريطانيا فقد صدرت اليوم بيانات هامة عن سوق العمل بينت استقرار معدل نمو الأجور السنوي عند 2.8% إلا أنه أحبط المتفائلين بالسوق الذين توقعوا ارتفاعه إلى 3.0%
بالمقابل فقد تراجع معدل البطالة من 4.3% إلى 4.2% مع تسجيل 55 الف وظيفة جديدة في الاقتصاد
الإسترليني كان اليوم قد ارتفع أمام الدولار إلى أعلى مستوى منذ تصويت البريكست عام 2016 حيث سجل اليوم 1.4375 إلا أنه تراجع منها حتى اعداد التقرير إلى 1.4315 بسبب عدم نمو الأجور كما كان يتوقع في السوق مما يرفع الشكوك حول إمكانية رفع معدل الفائدة من قبل المركزي البريطاني في اجتماعه الذي يعقد بتاريخ 10 مايو المقبل
من الولايات المتحدة الأمريكية صدرت بيانات صناعية جيدة تعكس استمرار تحسن الاقتصاد الأكبر في العالم حيث نما الإنتاج الصناعي عن شهر مارس بمعدل 0.5% وارتفع مؤشر استغلال الموارد من 77.7% إلى 78.0%
تراجع البيانات الأوروبية وتسجيل بيانات امريكية صناعية جيدة أدت إلى ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي حتى الآن بمعدل 0.17% عند 89.57 ليستمر في حركته الافقية التي شهدناها خلال الأسابيع الماضية والتي تشهد كثافة للتداولات بين مستوى 89 ومستوى المقاومة عند الـ 90.50
مؤشرات الأسهم الأوروبية ارتفعت اليوم مع تراجع اليورو أما مؤشرات الأسهم الأمريكية ارتفعت أيضا مع البيانات الصناعية الجيدة واستمرار نتائج جيدة للشركات
حيث اعلن بنك جولدمان ساكس عن نتائج ربحية جيدة عند 6.95$ للسهم بأعلى من التوقعات عند 5.58$ حيث ارتفعت الأرباح بسبب ايرادات عمليات تداول الأسهم التي قفزت 38%
أما نيتفليكس فسجلت ربحية للسهم عند 64 سنت قريبة من التوقعات إلا أن رفع توقعات الشركة لعدد المشتركين أدى لارتفاع سعر السهم بـ 6% اليوم ورفع توقعات الهدف السعري لها من قبل العديد من الاستبيانات إلى 327$ للسهم
أما شركة جونسون اند جونسون فسجلت ربحية 1.6$ للسهم بأقل من التوقعات عند 2.02$
بعد اغلاق السوق ننتظر نتائج شركة أي بي ام وشركة يونايتد كونتيننتل
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق