بعد تقرير أوبك فما هي توقعاتنا لسعر البرميل للعام الجاري ؟

 

أوبك تسعى لتحقيق التوازن في الأسواق في ظل استمرار إمكانية تكوين تخمة في المعروض بسهولة

 

اللعبة نجحت في خلق مستوى مقبول متوازن فلا ارتفاعات كبيرة مقبولة للمستهلكين ولا تراجعات حادة يقبلها المنتجون

 

فلذا ومع هذا المسار الممتد خلال العامين الماضيين فقد حققت أوبك أهدافها وأهداف المستهلكين أيضاً

 

أوبك اشارت في تقريرها لشهر فبراير أن نمو الطلب العالمي على النفط لعام 2019 يتوقع أن يكون أقل من عام 2018

 

والرسم وفق تقديراتها يبين توقعات تراجع الطلب في الصين والولايات المتحدة الأمريكية!

 

 

ولذلك وضمن اتفاقها الأخير فقد خفضت المنظمة في يناير حوالي 800 الف برميل من انتاجها اليومي

 

ليصبح 30.8 مليون برميل يوميا بدلا من حوالي 31.6 م.ب.ي في ديسمبر

 

خفض توقعات الطلب أيضا جاء بسبب خفض توقعات نمو الاقتصاد العالمي بشكل بسيط إلى حوالي 3.3%

 

ولذا فإن خفض الإنتاج يتوقع أن يستمر في فبراير ومارس

 

ولذا فقد بين وزير الطاقة السعودي أن السعودية يتوقع أن تخفض انتاجها إلى 9.8 م.ب.ي في مارس

 

وبالعودة إلى توقعات أوبك فالمنظمة ترى أن الطلب على النفط سينمو في عام 2019 بحوالي 1.24 م.ب.ي

 

ولذا فالمنظمة تتوقع أن الطلب العالمي على النفط في الربع الثالث سيرتفع ويتجاوز الـ 100 مليون برميل يومياً

 

ولكن المعروضات خارج أوبك ترتفع أيضا ويتوقع أن تصل إلى 65.91 م.ب.ي نهاية العام

 

والتسارع متوقع في النصف الثاني منه تحديداً بارتفاع مقارنة بعام 2018 بحوالي 2.2 م.ب.ي

 

وأكبر هذا المعروض وفق الرسم يأتي من الولايات المتحدة الأمريكية بارتفاع 1.8 م.ب.ي

 

 

مما قد يوصل الإنتاج الأمريكي إلى مستويات قياسية جديدة عند 13.3 م.ب.ي

 

 

 

وأما مخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي فقد استقرت في عام 2018 عند متوسطها للفترة بين الأعوام 2013 حتى 2017 عند حوالي 2.85 مليار برميل

 

لتستمر دون المستوى المتخم لعام 2016 عند حوالي 3.15 مليار برميل وفق الرسم التالي

 

ولذا وفي ظل استمرار أوبك والشركاء بتحقيق التوازن فإننا نتوقع لهذه المخزونات أن تستمر عند حوالي 2.85 مليار برميل في عام 2019

 

 

وبعد هذه البيانات فماذا نتوقع لسعر البرميل؟!

 

أوبك وشركائها يقومون بتخفيض الإنتاج ولكن هذا الجهد يقابل بارتفاع المعروض النفطي من خارج هذا التحالف مما يشكل التوازن الحالي بين قوة تدعم ارتفاع الاسعار وقوة تخفضها

 

إلا أن جهود هذا التحالف فشل في تحقيق التوازن في توقعات الأسعار في السوق وخاصة في نهاية العام الماضي

 

الأمر الذي أدى لتراجع صافي عقود شراء النفط في الربع الأخير كما يبين الرسم مقارنة ببقية فترات عام 2018

 

 

ولكن بالرغم من ذلك فسرعان ما عادت الأسعار للارتفاع والتوازن إلى مستوياتها الحالية

 

وبالنظر إلى توقعات السوق لأسعار النفط وفق العقود المستقبلية وفق الرسم التالي فإن السوق مستبعد لتغير كبير في الأسعار عن مستوياتها الحالية

 

فللأمريكي عند حوالي مستوى 55$ ولبرنت مستوى 63$ بالمتوسط

 

 

هذا أيضاً في ضوء حاجة أوبك لإبقاء تخفيضاتها في الإنتاج طوال عام 2019

 

حيث تتوقع المنظمة بذلك أن يحدث التوازن بين العرض والطلب في السوق

 

حيث ارتفاع المعروض متوقع بحوالي 2.2 م.ب.ي وارتفاع الطلب متوقع بحوالي 1.5 م.ب.ي يعني فائض متوقع أن يتكون في عام 2019 بحوالي 700 الف برميل يومياً

 

ولكن مع خفض أوبك وشركائها لإنتاجهم فيتوقع أن يحدث عجز مما يعني ارتفاع الطلب العالمي للنفط عن المعروض منه بحوالي مليون برميل يومياً وفق الجدول التالي

 

 

ذلك يعني أن الأسعار يمكنها أن تستمر عند حوالي الـ 55$ للأمريكي والـ 65$ لبرنت خلال النصف الثاني من العام الجاري

 

ولا شك أن هبوط أو صعود السعر فوق هذه المستويات التي أشرنا لها ممكنة مع تغير التزام المنتجين باتفاق خفض الإنتاج أو التعديل عليه وأيضاً مع إمكانية تغير الإنتاج لبقية المنتجين

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية