يبدو أن منظمة اوبك تحاول أن تسبق الكل فيما يخص كمية المعروض من النفط في العالم، فهي تتعامل مع انتاج النفط على أن الاقتصاد العالمي بالفعل في مرحلة من مراحل الركود وبالتالي تُخفض الانتاج بشكل مستمر حتى يتوازن العرض والطلب على النفط وبالتالي لا تتأثر الأسعار بقوة بسبب ما يحدث وما سيحدث في المستقبل القريب بناءاً على رؤية المنظمة، أسعار النفط مازالت مرتفعة في الوقت الحالي فالبرميل يتداول عند مستوى 80 دولار تقريباً ومن المتوقع ألا ينخفض السعر بقوة بسبب عمليات خفض الانتاج المستثمرة التي تحدث في الوقت الحالي.
هذا القرار من المنظمة هو الذي دفع سعر البرميل الى الصعود من مستوى 64 دولار للبرميل الى مستوى 80 دولار للبرميل وهو ارتفاع يقدر بنسبة 27% تقريباً، وبالتالي سيضغط هذا الارتفاع في أسعار الطاقة على الاقتصاد العالمي أكثر فأكثر بسبب ارتفاع تكاليف الانتاج وهو من أسباب ارتفاع معدلات التضخم العالمي في الفترة الحالية، بالتالي سيكون لارتفاع أسعار النفط أثر سلبي جداً على الاقتصاد العالمي وربما يزيد من ارتفاع أسعار السلع والخدمات المقدمة من الدول المستوردة للنفط، الى جانب زيادة أسعار الوقود والمنتجات النفطية بشكل عام، لذا قد يزداد الوضع تعقيداً فيما يخص الاقتصاد العالمي بسبب تعامل المنظمة مع الوضع على انه في ركود مما يدفعها الى اتخاذ قرارات تزيد من التضخم، وأصبح الأمر كالنبوءة ذاتية التحقق، وهو أن المجتمعات عندما تأخذ قرارات حمائية تخوفاً من وضع ما قد يُسًرع حدوثه. وهو ما يحدث الأن.