“هدفنا كان القضاء على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم ووقف التهديد النووي الصادر عن الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم. إيران بلطجي الشرق الأوسط، ويجب عليها الآن أن تصنع السلام. وإن لم تفعل، فإن الضربات القادمة ستكون أعنف وأسهل.”
الرد الإيراني: “عدوان له عواقب دائمة”
ردًا على الغارات، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الهجوم الأميركي بأنه “عدوان سافر له عواقب دائمة”، مؤكدًا أن بلاده “تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها وشعبها ومصالحها”.
فيما أكدت الهيئة النووية الإيرانية أنه لم يتم رصد أي تسرب إشعاعي من المواقع المستهدفة، وأنها كانت قد اتخذت احتياطات استباقية تحسبًا لهجوم.
إخلاء المواطنين الأمريكيين وتصاعد المخاطر
مع تصاعد التوترات، بدأت وزارة الخارجية الأميركية عمليات إجلاء رعاياها من إسرائيل، حيث تم تنظيم رحلتين جويتين إلى أثينا لإخراج نحو 70 أميركيًا ومقيمًا دائمًا.
في ظل هذا التصعيد، حذر خبراء من أن القوات الأميركية المنتشرة في الشرق الأوسط ـ وعددها يناهز 50 ألف جندي في الكويت وقطر والبحرين والإمارات والسعودية والعراق ـ ستكون في حالة تأهب قصوى، خاصةً أن أكبر قاعدة أميركية في المنطقة تقع في قطر (قاعدة “العديد”).
إسرائيل: تنسيق تام مع واشنطن
أشارت تقارير إلى أن إسرائيل كانت على علم مسبق بالضربات، ونسقت مع الولايات المتحدة بشكل كامل. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث مع ترامب بعد الضربات وأكد التعاون الكامل بين الطرفين. وكانت الضربات الإسرائيلية السابقة قد أصابت منشآت عسكرية إيرانية، وأضعفت الدفاعات الجوية الإيرانية، مما مهد لهجوم أمريكي أكثر دقة وفعالية.
الرد الإيراني المحتمل: سيبراني وصاروخي
الاحتمالات المطروحة لرد إيران تشمل شن هجمات إلكترونية ضد مصالح أميركية أو إسرائيلية، إضافةً إلى إمكانية استهداف المصالح الأميركية في الخليج أو البحر الأحمر عبر الحوثيين أو الميليشيات المدعومة من إيران. ويخشى مراقبون أن يُستهدف الممر الاستراتيجي في مضيق هرمز، الذي يعبر من خلاله نحو 20% من النفط العالمي، ما يهدد بارتفاعات حادة في أسعار النفط والغاز.
ردود الفعل الدولية: تحذيرات بلا تدخل
أدان كل من روسيا والصين الضربات الأميركية والإسرائيلية، محذرين من تصعيد إقليمي واسع، لكن دون اتخاذ خطوات دعم ملموسة لطهران. وعلى المستوى الأوروبي، كانت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة قد حاولت قبل يوم من الضربة جمع إيران إلى طاولة المفاوضات في جنيف، لكن جهود الوساطة باءت بالفشل.
ترامب بين ضغوط الجمهوريين وتحذيرات حلفائه
القرار الأميركي جاء وسط انقسام في صفوف الجمهوريين أنفسهم:
- بعضهم ـ كمستشار ترامب السابق ستيف بانون ـ حذر من التورط في حرب جديدة تتعارض مع وعود ترامب السابقة بـ”عدم جر أمريكا إلى حروب أخرى”.
- آخرون دعوا إلى استغلال الفرصة لتوجيه ضربة قاصمة لإيران ومنعها من امتلاك سلاح نووي.
“هذه ليست بداية لحرب أبدية. لن يكون هناك جنود أميركيون على الأرض في إيران. كانت ضربة محدودة وناجحة، وكان لا بد منها.”
تعاني إيران من أزمة اقتصادية خانقة، مع تضخم يتجاوز 40%، وعزلة دولية متزايدة. وبينما تواجه غضبًا داخليًا ومطالب شعبية بتحسين الوضع المعيشي، تجد نفسها الآن في مأزق الرد دون الانجرار لحرب مفتوحة.
ورغم دعوات المرشد الأعلى علي خامنئي إلى “رد مدمر”، إلا أن إيران قد تميل إلى خيارات انتقام محدودة لتفادي حرب شاملة.
الخلاصة: الشرق الأوسط على شفا هاوية
الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية يمثل أخطر تصعيد في تاريخ النزاع الأميركي-الإيراني منذ الثورة الإسلامية عام 1979. ومع احتدام المواجهة بين إسرائيل وإيران، واحتمالية انخراط أطراف إقليمية ودولية، يقف الشرق الأوسط أمام لحظة حاسمة قد تعيد تشكيل معادلات القوة في المنطقة لعقود قادمة، بينما يظل العالم يراقب ـ بقلق ـ مصير أسعار النفط وأمن الملاحة الدولية.