المقال الرابع .. مبادئ نظرية داو جونز الجزء الثالث  

المقال الرابع .. مبادئ نظرية داو جونز الجزء الثالث  

في هذا المقال سنتحدث عن أحد أهم المبادئ التي ذكرت عن نظرية داو جونز، المبادىء التي كانت بمثابة شروط لتطبيق النظرية، والتي كان يستخدمها تشارلز داو نفسه لمعرفة اتجاهات الأسواق، ومن ثم معرفة حالة الاقتصاد.

تحدثنا عن أن تشارلز داو قام بصنع مؤشرات مكونة من عدد من الأسهم لمعرفة اتجاه البورصة، وكانت هذه المتوسطات عبارة عن مؤشر الداو جونز، ومؤشر المواصلات أو السكك الحديدة كما كان يطلق عليها وقتها.

وكان من أهم مبادئ النظرية أن

 

  • المتوسطات يجب أن تؤكد بعضها البعض

في المقال الأول تحدثنا عن أسباب اختيار تشارلز داو لأسهم القطاع الصناعي وأسهم المواصلات من حيث أنها تعكس حركة الصناعة ونقل المنتجات إلى السوق، وبالتالي هذا المبدأ من المبادئ الطبيعية، وهو أن تحركات الأسهم الصناعية لابد أن تكون متفقة مع تحركات أسهم النقل والمواصلات. إذًا عندما يتناقض المؤشر الأول مع الثاني فهذا يعكس حالة غير طبيعية للسوق قد تعني أن السوق ليس بحالة جيدة، وهو ما يعني احتمالية انعكاسه.

بالتالي اعتمد تشارلز داو على تأكيد كل مؤشر للآخر، وهو ما يعني أن الصعود في المؤشر الأول لابد أن يصاحبه صعودًا للمؤشر الثاني لأنهما متعلقين ببعضهم البعض. أما هبوط أحد المؤشرات فهذا قد يعطي إشارة قوية لاحتمالية هبوط الآخر. وبالمراجعة لإحصائيات تحركات المؤشرات فقد نرى بالفعل أن تشارلز داو كان على صواب في هذا الوقت، ولكن النظرية في الآونة الأخيرة تعرضت لانتقادات نذكر منها أن النظرية من الصعب تطبيقها في الوقت الحالي على الأسواق بعد التطور الكبير والتغير الذي طرأ على الأسواق.

 

  • أحجام التداول تسير مع الاتجاه

هذا المبدأ طبيعي أيضاً من وجهة نظر كثير من المستثمرين، ولكن في الغالب نجد أن كثير من المضاربين والمستثمرين لا يفهمونه جيداً، فمن الطبيعي أن أحجام التداول تصعد مع السوق الصاعد، لأن هذا في الأخير يعني أن الاتجاه الصاعد قوي ومدعوم بأحجام تداول قوية وأحجام التداول تعني أن المستثمرين متفائلين بشراء السهم. وهذا بالطبع بالنسبة للاتجاه الصاعد، أما الحركات التصحيحية فمن الطبيعي في هذه الحالة أن تكون ذات أحجام تداول ضعيفة.

أما إذا كانت أحجام التداول ضعيفة في حالة الصعود داخل الاتجاه الصاعد، وقوية مع الحركات التصحيحية، فهذا يعني أن هناك شيء غير طبيعي يحدث وفي الغالب يكون هناك انعكاس قريب. ولكن يجب استخدام أحجام التداول مع قراءة السلوك السعري والنماذج السعرية، فلا يمكن الاعتماد على أحجام التداول وحدها كما يرى أصحاب النظرية، ولابد من التعامل مع تحرك السعر وأحجام التداول على أنهما أداة واحدة تؤكد تحركات السعر المتنبأ بها حتى تكون الاحتمالات جيدة.

أما في الاتجاه الهابط فيرى أيضاً تشارلز داو أن أحجام التداول لابد أن تعكس السلوك السعري، فأحجام التداول القوية مع الاتجاه الهابط أمر طبيعي، لأن السوق في حالة هبوط مستمر، وأحجام التداول تعبر عن إحساس المستثمرين في اللحظة والحالة التي يكون عليها السوق، فتناقض أحجام التداول مع السلوك السعر يعطي مؤشر قوي على احتمالية انعكاسه. وفي هذه الحالة فإن انخفاض أحجام التداول مع هبوط الأسعار في الاتجاه الهابط قد يعني أن السوق من المحتمل أن يتحول إلى اتجاه صاعد، وهو ما يعني انعكاسه.

 

  • الاتجاه من المفترض أن يستمر إلى أن يتأكد انعكاسه

هذا المبدأ ربما يكون أكثر المبادئ التي توجهت لها الانتقادات فيما يخص نظرية داو جونز، ولكن كما جاء في كتاب “ادوارد أن ماجي” أن فهم المبدأ بشكل صحيح قد يبعد عنه هذه الانتقادات، فتشارلز داو كان يقصد أن قراءة الرسم البياني تعطينا فقط احتمالات، وهو يرى أنه لا يوجد سبب تجعلك تتمسك بالاحتمالات الأقل عندما تكون إشارة الانعكاس واضحة أمامك، فالانعكاس من الممكن أن يحدث في أي لحظة وتحت أي ظرف، الأهم من ذلك هو أن تحمي نفسك من الانعكاس عندما يحدث أمامك، أو عندما تميل الاحتمالات إلى انعكاس الأسعار.