تفاعلت أسواق المال العالمية بشكل ملحوظ بعد صدور البيانات غير الرسمية من مؤسسة ADP عن عدد الوظائف المضافة في الاقتصاد الأمريكي للقطاع الخاص لشهر أغسطس.
حيث أظهرت هذه البيانات إضافة حوالي 99 ألف وظيفة فقط، وهو رقم يعكس وتيرة تراجع ملحوظة مقارنة بالأعوام الماضية.
تعتبر هذه القراءة إشارة واضحة إلى التراجع في وتيرة توفير الوظائف في الاقتصاد الأمريكي، كما تم تأكيده في البيانات المنشورة سابقًا عن مؤشر الوظائف الشاغرة، الذي يشير أيضًا إلى انخفاض سريع.
- تحليل الأداء الاقتصادي:
تشير هذه البيانات إلى أن هناك ضغوطًا متزايدة على الشركات الأمريكية، ما ينعكس سلبًا على ربحيتها.
هذا الوضع قد يؤدي إلى تراجع في النتائج المالية للشركات في الربع الثالث من هذا العام، مما يزيد من احتمالية انخفاض مؤشرات الأسهم الأمريكية.
بالإضافة إلى ذلك، تظل أسعار الفائدة مرتفعة، مما يثير القلق حول مدى تأثر الاقتصاد الأمريكي بهذه المعدلات المرتفعة.
- الأسواق والعملات:
يتابع الدولار الأمريكي تراجعه، ومع اقتراب موعد خفض الفائدة المتوقع في 18 سبتمبر، يبدو أن الدولار سيكسر حاجز الـ100 نقطة ويتجه نحو مستويات الـ90.
تشير التوقعات إلى أن الفيدرالي سيقوم بخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في كل اجتماع متبقي لهذا العام (سبتمبر، نوفمبر، وديسمبر)، مما قد يؤدي إلى إنهاء العام بمعدل فائدة يصل إلى 4.75%.
- الملاذات الآمنة:
في ظل هذه التوقعات والمخاوف المتزايدة، شهدنا عودة قوية للين الياباني أمام جميع العملات، بالإضافة إلى مكاسب بسيطة للفرنك السويسري.
تأتي هذه التحركات كاستجابة طبيعية لزيادة الطلب على الملاذات الآمنة في مثل هذه الظروف غير المؤكدة.
- القطاع الخدمي:
ينتظر المتداولون والمستثمرون اليوم صدور بيانات القطاع الخدمي، وخاصة بالنسبة للطلبات الجديدة والتوقعات المستقبلية. بينما يبدو أن التوظيف قد تضرر أيضًا، فإن عدم ارتفاع معدلات البطالة حتى الآن هو وضع مؤقت.
حيث عادةً ما تتوقف الشركات أولاً عن التوسع وتخفيض عدد الوظائف الشاغرة، لكن في حال استمرار الضغوط المالية، ستضطر الشركات إلى تسريح الموظفين وترتفع البطالة.
المخاوف تسيطر على الأسواق حاليًا بسبب استمرار ارتفاع أسعار الفائدة وتراجع مؤشرات الاقتصاد، ما يعزز الطلب على الأصول الآمنة مثل الين والفرنك السويسري.
البيانات الاقتصادية القادمة ستلعب دورًا مهمًا في تحديد اتجاه الأسواق خلال الفترة المقبلة.