هل تنجح الليرة في استعادة التوازن مرة أخرى؟
بلغت الفائدة على الليرة التركية TRY لأسبوع (24%) بعد قيام البنك المركزي التركي CBRT برفع معدل الفائدة (625) نقطة أساس في قرار أقوى من التوقعات خلال اجتماع أمس.
وجاءت هذه الزيادة كأكبر زيادة في تاريخ حكم الرئيس التركي الحالي، رجب طيب أردوغان، وهو ما يعني أيضًا أن البنك المركزي التركي رفع معدل الفائدة بنسبة (+11.25%) منذ اجتماع إبريل الماضي في محاولة لاستهداف معدل التضخم التركي الذي وصل حول (17%).
أصدر البنك المركزي التركي CBRT هذا القرار على الرغم من تصريحات الرئيس التركي، رجب أردوغان، المعارض لرفع معدل الفائدة، حيث صرح أردوغان صباح اليوم بأن خطوات البنك التركي الخاطئة – برفع الفائدة – وستؤدي إلى ارتفاع التضخم، والذي يتحمله الشعب التركي. الرجل أكد على تمسكه بالاقتصاد الحر.
جدير بالذكر أن استقلالية البنك المركزي التركي CBRT في صنع السياسات النقدية على المحك، ومصدر شك كبير في ظل الرئيس التركي الذي وسع سلطات حكمه بشكل كبير في الاستفتاء الأخير، كما عين صهره “البيرات البيرق” وزيرًا للمالية والخرانة.
لذلك السؤال الأهم الآن هو: هل قرار البنك اليوم برفع الفائدة بشكل هائل هو قرارًا استثنائيًا؟ أم لمرة واحدة لمواجهة الأزمة وبعدها تعود السيطرة للرئيس الذي يصف الفائدة المرتفعة بانها أم الشرور؟
الحكومة التركية أمامها فترة هدوء في أسواق المال يمكنها خلالها إعادة ترتيب أوراقها وفقًا لآليات السوق الحرة، مع محاولة تخيف وتيرة الخلافات مع الولايات المتحدة بشأن القس الأمريكي “راندو بريتسون” المحددة إقامته في تركيا تحت المحاكمة. وأيضًا النظام الصاروخي الدفاعي الروسي الذي تعاقدت عليه أنقرة بدلاً من النظام الصاروخي الدفاعي الأمريكي.
الليرة التركية USDTRY استفادت من قرارات البنك وارتفعت أمام الدولار الأمريكي إلى (6.1525) من (6.525) ليرة للدولار الأمريكي. ولكن لابد من إشارات أقوى على استقلالية البنك المركزي التركي في استهدافه لاستقرار الأسعار (التضخم).