المركزي البريطاني قد يرفع الفائدة مجدداً

 

في ظل الاعتقاد بأن المركزي البريطاني قام برفع الفائدة بوتيرة ناعمة مترددة مشككة في مسار التضخم يصرح رئيس البنك المركزي البريطاني مارك كارني بأن السياسة النقدية ومسار معدل الفائدة ليس مبرمجاً مسبقاً

هذا التصريح ليس جديد في عالم رؤساء البنوك المركزية بل هو الأساس الذي يذكر في كل تصريح تقريباً

كارني والآخرين الـ 6 الذين شاركوه الرأي برفع معدل الفائدة من 0.25% إلى 0.50% يرون أن التضخم سببه ارتفاع أسعار الواردات التي سببها هو تراجع الإسترليني العام الماضي

كارني كرر أيضاً أن مسار التفاوض البريطاني مع الاتحاد الأوروبي يعتبر عامل هام جداً لتحديد السياسة النقدية

وهنا نذكر بأن المفاوضات تنتهي مارس 2019 أي لدينا نعيم بريطاني حتى ذلك الموعد

هذا النعيم واضح في بيانات البطالة المنخفضة واستمرار نمو قوي للقطاع الخدمي والصناعي وعودة قطاع الانشاءات للارتفاع والنمو

يهدف البنك بهذا الرفع لمعدل الفائدة إلى تحقيق توازن بين التضخم ومعدل نمو الأجور حيث ارتفع التضخم أعلى من نمو الأجور مما قد يؤدي إلى تراجع الاستهلاك وتضرر الاقتصاد

فهل سيتراجع التضخم لأن معدل الفائدة ارتفع من 0.25% إلى 0.50% ؟ وهل سيتراجع التضخم والاسترليني لم يتغير كثيراً أي لم يرتفع تحديداً بعدما رفع معدل الفائدة؟

بالطبع ليس بالضرورة حيث رفع الفائدة ربع نقطة من قرب الصفر يعتبر ذو اثر محدود وأيضا عدم ارتفاع الإسترليني لن يخفض التضخم

البنك المركزي يراهن على عودة التضخم تدريجياً بعدما تنتهي الآثار التي خلفها تراجع الإسترليني سابقاً على أسعار الواردات

نعم لن يرفع معدل الفائدة في الاجتماع القادم ولكن خلال الفترة القادمة قد يكررها إن استمرت ضغوط التضخم بالارتفاع وخاصة بعد ارتفاع أسعار الطاقة مؤخرا

نذكر أن الخام الأمريكي اقترب من 55$ وبرنت 60$ للبرميل.

 

بشكل عام الإسترليني في نطاق سابق حافظ على وجوده فوق الـ 1.27 كمستوى قوي وفوق الـ 1.30 في اغلب الفترات خلال الأشهر القليلة الماضية

ولذا فإن تراجعه قد يعيد المضاربات عليه بين 1.30 و1.36

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية