تراجعت الليرة التركية بحدة خلال العام الجاري وذلك لأسباب معروفة لدى الجميع ترتبط بالمخاطر السياسية والعسكرية وأيضا الانتخابية البرلمانية وتلميحات رئاسية بإمكانية التدخل بعمل البنك المركزي لخفض الفوائد ودعم الأعمال
هذه المخاوف دفعت المستثمرين لبيع مكثف للعملة التركية وهنا نستعرض ارقام تبين حجم هذا التراجع
حيث من السعر الحالي عند اعداد هذا التقرير عند 4.7 ليرة لكل دولار امريكي نجد أن:
الدولار ارتفع أمام الليرة اليوم 2.7%
وخلال الأشهر الـ3 الأخيرة بمعدل 24.19%
وخلال 6 أشهر 19.11%
أما في هذا الشهر فقط فـ 15.7%
ومنذ بداية العام 24%
أعلى سعر بلغه الدولار أمامها على الاطلاق سجل في هذا العام وتحديدا يوم أمس عند 4.9221 ليرة لكل دولار واحد
أما خلال السنوات الـ 25 الماضية فارتفع الدولار أمام الليرة بمعدل شبه خرافي يبلغ 32912 %
إلا أن الليرة مرت بفترات شهدت فيها نوع من الاستقرار وخاصة بين عام 2002 و2012 ولكن الفترة منذ عام 2013 حتى العام الحالي أي خلال 5 سنوات فقط ارتفع الدولار 176% أمامها
الاقتصاد التركي:
التضخم في تركيا يعتبر مرتفع حيث يسجل قراءات عند حوالي 10% وبالرغم من أنه أقل من المستويات التي كان عليها في نهاية تسعينيات القرن الماضي والتي كانت تفوق الـ 100% سنوياً إلا أنها ما تزال مرتفعة مقارنة باقتصادات الدول المتقدمة
بينما بالمقابل يقع متوسط النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي للسنوات الـ 8 الأخيرة عند حوالي 6%
ولذا فإن البنك المركزي يضع معدلات فائدة تعتبر عالية تتراوح بين 8% لمعدل إعادة الشراء لأجل أسبوع و16.5% للسيولة و 7.25% لمعدل العائد على الايداعات
وبالرغم من ذلك فإن الليرة تتراجع لان الأسباب تتعلق بالعوامل السياسية أكثر منها بالعوامل المالية ولذا فإن رفع معدلات الفائدة كما حدث يوم أمس برفع بلغ 300 نقطة أساس قد لا يكبح هذه التراجعات.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق