الفيدرالي الأمريكي سيرفع الفائدة باحتمالية 99% ولكن ما مصير الدولار؟!

ما يزال الاقتصاد الأمريكي يستمر بتسجيل بيانات متفوقة عن شهر أغسطس والتي تبين استمرار قوة الأداء والتوظيف والتضخم مما يعني أن رفع معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في نهاية الشهر الجاري أمر شبه محتوم

 

اليوم صدرت بيانات سوق العمل الأمريكي وقد أظهرت تكوين 201 الف وظيفة عن أغسطس وبالتالي يصبح متوسط عام عند 194 الف وظيفة ومتوسط 5 أعوام عند 210 الاف وظيفة

 

معدل البطالة عند 3.9% ومعدل نمو الأجور قفز في أغسطس بمعدل 0.4% وسجل سنويا 2.9% وهو أفضل معدل نمو أجور سنوي منذ يونيو عام 2009 أي منذ أزمة الرهن العقاري وارتفاع الأجور هذا هو ما يعول عليه الفيدرالي الأمريكي لإمكانية ارتفاع التضخم أكثر في الأشهر المقبلة

 

ولذا فإننا نرى من تصريحات أعضاء لجنة السوق المفتوح في الفيدرالي أن رفع الفائدة نهاية الشهر الجاري أمر شبه مؤكد

 

السوق أيضاً يرى أن احتمالية رفع الفائدة عند 99.0%

 

مؤشر الدولار الأمريكي استفاد قليلا من هذه البيانات بارتفاع حتى الآن 0.19% عند 95.21 إلا أنه ما يزال بعيدا عن أعلى مستوى سجله في أغسطس عند 96.98 وهو ما يشكل إشارة استفهام يجب التوقف عندها

 

فهل بدأت استجابة السوق تنفصل عن تلك البيانات الإيجابية وعن توقعات رفع الفائدة بشكل إضافي ولماذا ذلك إن كان صحيحاً؟

 

هل لأن السوق يرى أن الانهيار قادم في أسواق الأسهم وأن الفيدرالي حالياً هو بنهاية دورة رفع معدل الفائدة؟ ربما

 

الأسواق عادة تتحرك بعنف حين الازمات أو حينما تقرر أن تفهم أن هناك أزمات كما يحدث حالياً في عدد من الاقتصادات الناشئة ولذا فمن الصعب أن يغرد الدولار الأمريكي بعيداً خارج السرب وإن تم ذلك فقد يكون بشكل خاطف فقط غير مستدام !

 

ويدعم ذلك أيضاً الطريق الوعرة التي تعرقل حركة عوائد السندات الأمريكية نحو الشمال !

 

نذكر أن مؤشر قطاع الصناعة العالمي لمؤشر مديري المشتريات سجل في أغسطس أدنى مستوى في 21 شهر

 

وللقطاع الخدمي سجل أدنى مستوى في 5 أشهر ويأتي كل ذلك مع ارتفاع الدولار الأمريكي هذا العام حتى الآن بمعدل  3.4%

 

وقد ارتفع منذ أدنى مستوى سجله هذا العام حتى اعلى مستوى بمعدل 9.9% وهو ما دفع أسواق اسهم الاقتصادات الناشئة للتراجع من أعلى مستوى سجلته هذا العام بمعدل 20% وتراجعات حادة في عدة عملات منها

 

ومع كل ذلك نكرر أن الحذر مطلوب حيث قد تصبح التحركات كبيرة في الربع الأخير من العام الجاري والذي به أحداث هامة جداً.

 

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية