في ضوء الشد والجذب الذي تتعرض له العملات الرئيسية بسبب مخاوف الحرب التجارية ومخاطر تعديلات السياسات النقدية للبنوك المركزية فإن حركة العملات الرئيسية تقترب من جديد من مستويات هامة قد تشكل عندها نهاية اتجاه وبداية انحناءة وارتداد هام للمتداولين
نبدأ بالين الياباني الذي بلغ مؤخرا أعلى مستوى له منذ يناير من العام الجاري حيث بلغ اليوم 112.61
ويعود سبب الارتفاع لعملات الملاذ الآمن إلى تراجع المخاوف بشأن الحرب التجارية وارتفاع أسواق الأسهم اليوم تحديداً وبالتالي ساعد ذلك الدولار الأمريكي لتحقيق مكاسب أمامها
ولكن يجب أن ننوه إلى اقتراب الين من مستويات هامة حيث لا يفصله عن أعلى مستوى سجل خلال الفترة بين مارس عام 2017 عندما سجل 115.49 حتى الآن سوى أقل من 300 نقطة بل انه لم يصل مستوى الـ 115 منذ ذلك الارتفاع حتى الآن وبقيت التداولات تدفع الدولار للتراجع من مستويات الـ 114 الأمر الذي قد يعني أننا قد نكون نقترب تدريجيا من انتهاء موجة الارتفاع الحالية
الأمر مشابه للدولار أمام الفرنك السويسري ولكننا هنا سنقيس الاغلاق الشهري حيث أعلى اغلاق شهري سجل منذ مارس عام 2017 لم يتجاوز الـ 1.0050 ومع السعر الحالي اليوم الذي بلغ 1.0022 فإننا نتحدث عن إمكانية قرب انتهاء موجة الارتفاع الحالية ايضاً
أما بالنسبة لليورو فالأمر وسطي بين مستويي التداول بين 1.15 و1.18 الذي سجله من تداولات الشهر الماضي
إلا أن اغلاق اليورو في يونيو عند قرب مستويات الافتتاح يدعم قوة الدعم عند 1.15 وبالتالي إمكانية التحرك السعري فوق ذلك المستوى
أما الإسترليني فينتظر قرار الأوروبيين بشأن خطة البريكست التي رست عليها الحكومة البريطانية ولذا لا نستطيع الجزم بقوة الدعوم والمقاومات إلا أن الإسترليني قد اغلق بالقرب من سعر الافتتاح في يونيو وبالتالي ذلك يشير إلى قوة الدعم عند 1.30 وإمكانية رفض السعر الهبوط دون ذلك المستوى وذلك في حال لم تتواجد أخبار سلبية بالطبع بل يبقى نطاق التداول الممكن حتى معرفة قرار الاتحاد الأوروبي بين 1.30 و1.34 تقريباً
أما الدولار الأسترالي فما يزال يرفض الاستقرار دون ادنى مستوى سجله في الشهر الماضي عند 0.7321 ولكن هناك ميل هابط وكسر تم في شهر ابريل الماضي للاتجاه الصاعد مما يعطي تقبل للسوق بتراجع الأسعار أكثر ولذا فإننا لا نستبعد بلوغ التراجعات مستويات قريبة من 0.71 من المستويات الحالية عند 0.74 وخاصة أن العوامل الأساسية بإبقاء معدلات الفائدة دون تغيير في استراليا تدعم تراجع الاسترالي
الدولار النيوزلندي بدوره تأثر سلبا أيضا بإبقاء معدل الفائدة دون تغير من قبل الاحتياطي النيوزلندي وتراجع إلى أقل مستوى منذ مايو 2016 ولكنه معرض للمزيد من التراجع في حال تراجع الدولار الأسترالي نظرا لقوة الارتباط بينهما ولذا فقد يصل مستويات الـ 0.65
الدولار الكندي في مستوياته الحالية عند 1.31 هو قريب من اعلى اغلاق شهري سجل فوق الـ 1.35 ولمرة واحدة فقط منذ مارس 2016 ولذا فإن المسار المرتفع للنفط والشطحات التي يحققها كل فترة بسبب مخاوف نقص المعروض بالإضافة إلى رفع معدل الفائدة في كندا بالأمس قد تؤدي لتقوية الدولار الكندي من قرب هذه المستويات.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق