العقود الآجلة الأمريكية تتراجع بعد موجة صعود مدفوعة بآمال إنهاء إغلاق الحكومة

 تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية في تداولات الثلاثاء، لتتراجع قليلاً بعد موجة الصعود القوية التي شهدتها الأسواق مع تصاعد التفاؤل بإمكانية توصل واشنطن قريباً إلى إنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.

تراجعت عقود مؤشر S&P 500 بنحو 0.2%، فيما استقرت عقود داو جونز الصناعي قرب مستوى الإغلاق السابق. أما عقود ناسداك 100 فانخفضت بنحو 0.4%، بعد بداية أسبوع قوية شهدت قفزة في أسهم التكنولوجيا بدعم من تجدد الآمال بانتعاش قطاع الذكاء الاصطناعي.

وتعرضت المعنويات لضغوط بعد أن خفضت شركة CoreWeave (CRWV) توقعاتها للإيرادات السنوية رغم نتائجها الفصلية القوية، مشيرة إلى تأخير من أحد شركائها في مراكز البيانات. وتراجعت أسهم الشركة بأكثر من 8% في تعاملات ما قبل الافتتاح.

في المقابل، أبدت مجموعة SoftBank اليابانية ثقة لافتة في مستقبل الذكاء الاصطناعي، بعدما باعت كامل حصتها في Nvidia بهدف تمويل استثماراتها الخاصة في هذا القطاع — في خطوة تعكس رهانات جريئة في وقت تتزايد فيه شكوك وول ستريت حول ما إذا كانت الاستثمارات الضخمة في الذكاء الاصطناعي ستُترجم فعلاً إلى عوائد ملموسة.

وفي المشهد السياسي، ازدادت التوقعات بقرب إنهاء الإغلاق الحكومي الذي دخل يومه الـ41، بعد أن أقرّ مجلس الشيوخ مشروع قانون تمويل مؤقت مساء الإثنين، وأرسله إلى مجلس النواب للتصويت عليه. وأعلن الرئيس ترامب دعمه للمشروع، رغم أنه لا يتضمن تمديد الدعم الضريبي المتعلق بتأمينات الرعاية الصحية الذي يطالب به الديمقراطيون. ومن المقرر عقد تصويت منفصل حول هذه الإعفاءات في ديسمبر المقبل.  أما على صعيد نتائج الأعمال، فمن المقرر أن تعلن Sony (SONY) نتائجها يوم الثلاثاء، فيما يترقب المستثمرون نتائج Disney (DIS) وCisco (CSCO) خلال الأسبوع الجاري.

تحليل وتقدير:
تبدو الأسواق حالياً في مرحلة تهدئة بعد صعود مدفوع بمزيج من التفاؤل السياسي وحماس الذكاء الاصطناعي. ورغم استمرار الزخم في أسهم التكنولوجيا، فإن تحركات شركات البنية التحتية مثل CoreWeave تُظهر بعض علامات التباطؤ والمخاطر التشغيلية في هذا القطاع. أما من الناحية الاقتصادية، فإن إنهاء الإغلاق الحكومي قد يوفر دفعة قصيرة المدى لأسواق الأسهم، لكن الاتجاه العام لا يزال يتسم بالحذر، خصوصاً مع ترقب بيانات التضخم القادمة وإشارات السياسة النقدية من الفيدرالي الأمريكي.

تأثير محتمل على الدولار والسندات:
في حال أُقِرّ مشروع القانون وجرى إنهاء الإغلاق الحكومي خلال الأيام المقبلة، فمن المرجّح أن نشهد تحسناً محدوداً في شهية المخاطرة بالأسواق، ما قد يؤدي إلى تراجع طفيف في الطلب على الدولار كملاذ آمن، خاصة أمام عملات مثل اليورو والجنيه الإسترليني. في المقابل، عوائد السندات الأمريكية قد ترتفع مؤقتاً مع عودة نشاط الإنفاق الحكومي وتزايد التوقعات بارتفاع العجز المالي خلال الربع الأول من العام المقبل. ومع ذلك، تبقى الحركة النهائية رهناً ببيانات التضخم المقبلة وتوجهات الفيدرالي الأمريكي، إذ سيحدد البنك المركزي ما إذا كان سيتعامل مع استئناف الإنفاق كعامل تضخمي إضافي أم مجرد تصحيح مؤقت في النشاط الاقتصادي.