أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن العجز الأمريكي للعام الماضي 2018، وكان العجز التجاري للعام الماضي 891 مليار دولار، ووصفته الوزارة بأنه الأكبر والأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. وكان العجز التجاري بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين هو السبب الأكبر وراء هذا العجز التاريخي، حيث كان العجز التجاري بين الدولتين 419 مليار دولار على الرغم من التعريفة الجمركية التي كانت ومازالت الولايات المتحدة الأمريكية ترفعها إلى مستويات تحد من الطلب على المنتجات الخارجية بشكل عام والصينية بشكل خاص كأهم وأكبر مصدر للولايات المتحدة الأمريكية.
في الوقت الحالي العجز التجاري الناتج عن هبوط الطلب على السلع والخدمات وصل إلى 19% ما بين شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، وهو أعلى مستوى عجز وصلت له الولايات المتحدة في آخر 10 سنوات.
كما أن النتائج الأخيرة أكدت أن قرارات الحكومة الأمريكية في العام الماضي والخاصة بالأحوال التجارية لم تكن صائبة، أو لم تحقق النتائج المتوقعة، وذلك راجع إلى أكثر من سبب أهمهما أن الولايات المتحدة الأمريكية تستورد أكثر مما تصدر، حيث كانت معدلات الواردات 7.5% بالمقارنة بمعدلات الصادرات والتي كانت عند مستوى 6.3% فقط . هذا إلى جانب العجز المالي للحكومة الأمريكية والذي كان سببه تخفيض الضرائب على الأفراد والشركات، والذي وصل إلى 1.5 تريليون دولار كانوا من المفترض أن يكونوا دخلاً للحكومة الأمريكية، ولكن لم يحدث هذا بسبب قرار الرئيس الأمريكي بتقليل الضرائب.
وهو ما دفع الحكومة الأمريكية إلى الاقتراض كي توازن مستويات الدخل التي انخفضت بقوة، وجاءت معظم هذه القروض من مستثمرين أجانب، ولكن كي يحقق الفيدرالي المعادلة الصعبة التي وقع فيها كان لابد أن يرفع معدلات الفائدة البنكية حتى يهدأ الاقتصاد إلى المستوى الطبيعي، وهذا زاد من قوة الدولار الأمريكي والذي أثر بالسلب على الصادرات الأمريكية والمنتجات بشكل عام في السوق المحلي والدولي.
وفي هذا أمر هام، وهو أن الحكومة الأمريكية كانت تسير ضمن خطة على غير هوى البنك الفيدرالي، وعدم التنسيق بينهما فيما يخص الرؤى الاقتصادية كان السبب الرئيسي وراء هذا العجز التاريخي الذي نتحدث عنه في الوقت الحالي.
وعلى الرغم من هذا فيرى كثير من الاقتصاديين الأمريكيين أن هذا العجز ناتج عن كثير من المتغيرات الاقتصادية والقوى المؤثرة على السوق، وليس وليد خطأ واحد من الحكومة الأمريكية. لذلك يجب التعامل معه بحكمة شديدة وبهدوء حتى تستطيع الولايات المتحدة الخروج من الأزمة الحالية بشكل طبيعي.