نظرة عامة على السوق
شهد سعر الذهب ارتفاعًا حادًا خلال الجلسة الآسيوية يوم الأربعاء، متجاوزًا مستوى 3,340 دولارًا أمريكيًا، ومقتربًا من أعلى مستوى أسبوعي له، مع توجه المستثمرين نحو أصول الملاذ الآمن. ويأتي هذا الارتفاع في ظل تجدد حالة عدم اليقين العالمي، بما في ذلك تصاعد النشاط العسكري في أوروبا الشرقية والخلافات التجارية بين الاقتصادات الكبرى. في الوقت نفسه، استقر سعر الفضة بالقرب من 36.50 دولارًا أمريكيًا، مدعومًا بحذر السوق وتوقعات بسياسة نقدية أمريكية أكثر مرونة.
صرح كبير استراتيجيي السلع في بنك ANZ للأبحاث: “يتخذ المشاركون في السوق مواقفهم بناءً على توقعات خفض أسعار الفائدة من قِبَل الاحتياطي الفيدرالي، والتي لا تزال تدعم الطلب على الأصول غير المُدرّة للعائد مثل الذهب”. وتضع أسواق العقود الآجلة في الحسبان احتمالًا بنسبة 66% لخفض أسعار الفائدة بحلول سبتمبر، على الرغم من تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء أقوى من المتوقع الأسبوع الماضي. سياسة التعريفات الجمركية وعدم اليقين التجاري بين الولايات المتحدة والصين يعززان الطلب على الملاذ الآمن.
وعزز قرار محكمة الاستئناف الفيدرالية يوم الثلاثاء، الذي يسمح باستمرار التعريفات الجمركية التي فُرضت في عهد ترامب – والتي تُعرف باسم رسوم “يوم التحرير” – زخم الذهب، مما أدخل حالة جديدة من عدم اليقين في بيئة التجارة العالمية. في حين اتفقت واشنطن وبكين على تطبيق إطار عمل إجماع جنيف، لا تزال الخلافات حول المعادن النادرة والمعادن الأساسية دون حل، مما يُلقي بظلاله على التفاؤل المُحيط بالتجارة. حافظت أسعار الفضة على استقرارها مع ترقب المتداولين لتقارير مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين في الولايات المتحدة.
اتّبعت أسعار الفضة مسار الذهب، وإن كان بتقلبات طفيفة. انخفض المعدن لفترة وجيزة إلى 36.48 دولارًا أمريكيًا خلال التداولات اليومية، لكنه حافظ على صموده. يشير المحللون إلى أن الدور المزدوج للفضة، كمعادن ثمينة وصناعية، قد يشهد دعمًا قويًا إذا استقرت معنويات المخاطرة وانتعش الطلب من قطاعات التصنيع.
يتجه تركيز السوق الآن إلى بيانات التضخم الأمريكية، والتي من المرجح أن تُشكّل المرحلة التالية من حركة الأسعار. من المقرر صدور تقرير مؤشر أسعار المستهلك (CPI) في وقت لاحق من يوم الأربعاء، يليه مؤشر أسعار المنتجين (PPI) يوم الخميس. أي مؤشرات على تراجع التضخم قد تُعزز موقف الاحتياطي الفيدرالي لتخفيف السياسة النقدية ودفع الذهب نحو مستويات قياسية جديدة.
توقعات قصيرة المدى
يتطلع الذهب إلى اختراق مستوى 3,349 دولارًا أمريكيًا وسط رهانات على خفض أسعار الفائدة وزيادة الطلب على الملاذ الآمن، بينما تستقر الفضة قرب 36.31 دولارًا أمريكيًا، مع استمرار الزخم الصعودي.
توقعات أسعار الذهب: التحليل الفني
يرتفع سعر الذهب بعد ارتداده من خط اتجاه صاعد رئيسي واستعادة المتوسط المتحرك الأسي لـ 200 دولار أمريكي (3,321.48 دولارًا أمريكيًا) والمتوسط المتحرك الأسي لـ 50 دولار أمريكي (3,334.09 دولارًا أمريكيًا). يحوم السعر الآن حول مستوى 3,339.83 دولارًا أمريكيًا، أدنى بقليل من مستوى المقاومة عند 3,348.95 دولارًا أمريكيًا.
على الرغم من عدم تشكل شمعة انعكاس واضحة، تشير القيعان المرتفعة الأخيرة إلى استعادة المشترين زخمهم. إذا تجاوز المضاربون على الارتفاع مستوى 3,349 دولارًا أمريكيًا، فقد يتبع ذلك إعادة اختبار لمستوى 3,375 دولارًا أمريكيًا. من ناحية أخرى، لا يزال مستوى 3,321 دولارًا أمريكيًا يمثل دعمًا محوريًا؛ في حالة خسارة ذلك، قد نعود إلى مستوى 3,302 دولار.