سجل الذهب مؤخرًا محاولة لاختراق المستوى القياسي لسعر الأونصة، ولكنه تراجع عنها بشكل طفيف.
ومع ذلك، هناك مجموعة من الحقائق التي يجب أخذها بعين الاعتبار لقياس مدى قوة الاتجاه الصاعد للذهب.
فمن الناحية الفنية، لا يزال قاع شهر يوليو الماضي حول مستويات 2350 دولار للأونصة، ويستمر الذهب في اتجاهه الصاعد طالما حافظ السعر فوق ذلك القاع.
بالمقابل، يسعى الذهب لكسر مستويات قياسية جديدة بسبب عدة عوامل هامة.
العوامل المؤثرة على الذهب:
- التحركات القوية في الأسواق
شهدت الأسواق خلال الأسبوعين الماضيين تحركات قوية أعطتنا لمحة عن المخاطر الكبيرة التي يمكن أن تواجه المحافظ الاستثمارية في حال تراجع أداء الاقتصادات الكبرى بشكل سريع ومفاجئ.
فبمجرد وجود شكوك بأن الاقتصاد الأمريكي بدأ يتعثر في تكوين الوظائف، رغم أن هذه المخاوف لم تكن دقيقة، دفعت الأسواق بسرعة كبيرة للملاذات الآمنة مثل الذهب.
مما يعزز مكانة الذهب كعنصر أساسي ضمن المحافظ الاستثمارية التي تسعى للتحوط من المخاطر.
- مشتريات الدول:
أظهرت التقارير الصادرة خلال الربعين الماضيين استمرار الدول في شراء وطلب الذهب، مما عزز من أسعاره في الفترات السابقة، خاصة في ظل المخاطر الجيوسياسية المتزايدة.
هذه المشتريات الحكومية تشير إلى ثقة كبيرة في الذهب كأصل آمن للمدى البعيد في ظل التوترات العالمية.
- استقرار الدولار الأمريكي:
يشهد الدولار الأمريكي استقرارًا في الآونة الأخيرة، مما يخفف من الضغوط التي قد تدفع الذهب للتراجع.
هذا الاستقرار يساعد الذهب على الاحتفاظ بمكاسبه ويزيد من احتمالية تسجيل مستويات قياسية جديدة في المستقبل القريب.
والآن ننتقل إلى الدولار الأسترالي واتجاهاته:
يعتمد الدولار الأسترالي بشكل كبير على أسعار المعادن، ويستمر في تحقيق مكاسب خاصة أمام الفرنك السويسري والين الياباني.
الإقبال عليه مقابل هذه العملات يعكس نوعًا من التفاؤل الصناعي والتشغيلي للفترة القادمة وبإمكانية استمرار الطلب على المعادن الصناعية، والذهب أيضًا الذي يتم استخراجه جزئيًا من أستراليا.
هذه العوامل تشير إلى إمكانية استمرار الدولار الأسترالي في تحقيق مكاسب أمام العملات الأخرى، مثل الدولار الكندي والدولار النيوزيلندي، وليس فقط أمام الفرنك والين.
ما يزال الدولار الأسترالي ضمن اتجاهه الصاعد أمام العملات المذكورة، مما يدعم فرص تحقيق المزيد من المكاسب أمامها.
بناءً على ما سبق، يبدو أن الاتجاه الصاعد للذهب قد يستمر بدعم من العوامل الأساسية والفنية على حد سواء، في حين أن الدولار الأسترالي يستفيد من الطلب المتزايد على المعادن والذهب، مما يعزز من أدائه أمام العديد من العملات الرئيسية.