الذهب قرب 3000 دولار للأونصة مع استمرار تراجع مؤشرات الأسهم وتصاعد الحرب التجارية
ما يزال الاتجاه الهابط يسيطر على سوق الأسهم الأمريكي، الأوروبي، والآسيوي كما أشرنا في تقاريرنا السابقة، سواء من الناحية التقنية أو الاقتصادية. لم تعد البيانات الاقتصادية الإيجابية قادرة على تحفيز الأسواق، في حين أن البيانات السلبية يُتوقع أن تتفاقم خلال الأسبوع القادم بسبب موجة تسريحات موظفي الحكومة الأمريكية، والتي يقودها إيلون ماسك في محاولة لخفض النفقات. هذا العامل يعزز الضغط على الأسواق، حيث نشهد موجات ارتفاع مؤقتة بنسبة 1% سرعان ما تتلاشى لصالح مزيد من التراجع.
أداء الأسواق حتى اعداد التقرير
- الأسهم الأمريكية سجلت تراجعات قوية، حيث:
- هبط مؤشر ناسداك (NASDAQ) إلى 17,327.35 نقطة، بانخفاض 321.10 نقطة (-1.82%).
- انخفض S&P 500 إلى 5,528.32 نقطة، بخسارة 70.98 نقطة (-1.26%).
- تراجع مؤشر داو جونز (DJIA) إلى 40,850.10 نقطة، بانخفاض 500.82 نقطة (-1.21%).
- المؤشرات الأوروبية لم تكن أفضل حالاً، حيث:
- تراجع مؤشر DAX الألماني إلى 22,532.98 نقطة، بانخفاض 143.42 نقطة (-0.63%).
- انخفض مؤشر FTSE MIB الإيطالي إلى 37,999.73 نقطة، بخسارة 307.38 نقطة (-0.80%).
- هبط مؤشر CAC الفرنسي إلى 7,938.21 نقطة، بانخفاض 50.75 نقطة (-0.64%).
- سجل مؤشر STOXX600 الأوروبي 540.22 نقطة، بانخفاض 1.02 نقطة (-0.19%).
- الاستثناء الوحيد كان مؤشر FTSE البريطاني، الذي ارتفع بشكل طفيف إلى 8,542.56 نقطة، بمكاسب 1.60 نقطة (+0.02%).
- الدولار الأمريكي سجل تراجعاً طفيفاً بمقدار 0.1%، مع ضعف نسبي أمام العملات الرئيسية باستثناء الدولار الكندي، الذي ارتفع بنسبة 0.36% إلى 1.442.
- اليورو/دولار تراجع إلى 1.0871 (-0.13%).
- الدولار/ين انخفض إلى 147.53 (-0.48%).
- الجنيه الإسترليني/دولار انخفض إلى 1.2948 (-0.09%).
- الدولار الأسترالي/دولار أمريكي هبط إلى 0.6289 (-0.45%).
الذهب قرب 3000 دولار للأونصة مع استمرار تراجع مؤشرات الأسهم وتصاعد الحرب التجارية
الذهب والفضة يتألقان وسط الاضطرابات
في ظل هذه التراجعات، يواصل الذهب تعزيز مكاسبه مقتربًا من حاجز 3000 دولار للأونصة، حيث ارتفع الذهب المستقبلي بنسبة 1.70% ليصل إلى 2,996.90 دولار للأونصة. ويعكس هذا الارتفاع تزايد الإقبال على الأصول الآمنة وسط تصاعد التوترات الاقتصادية والسياسية.
أما الفضة المستقبلية، فقد تبعت الذهب في الارتفاع، مسجلة 34.51 دولارًا للأونصة، بزيادة 2.27%، مما يشير إلى تصاعد الطلب على المعادن النفيسة كملاذ آمن.
التوترات التجارية وتصعيد الرسوم الجمركية
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تهديده بفرض رسوم جمركية بنسبة 200% على المنتجات الكحولية القادمة من الاتحاد الأوروبي، كرد فعل على فرض الاتحاد رسومًا بنسبة 50% على الويسكي الأمريكي. هذا القرار يأتي ضمن تصعيد مستمر في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا، مما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.
الأسواق تواجه إشارات تضخم متباينة
رغم الهبوط الحاد للأسواق، فإن بيانات التضخم الأخيرة جاءت أقل من المتوقع، حيث كان مؤشر أسعار المنتجين لشهر فبراير مسطحًا مقارنة بالتوقعات بارتفاعه، وهو ما يأتي بعد قراءة أضعف من المتوقع لمؤشر أسعار المستهلكين.
لكن رغم هذه الإشارات الإيجابية، يعتقد بعض المحللين أن بيانات التضخم وحدها لن تكون كافية لدفع الأسواق للانتعاش، خاصة في ظل المخاوف المرتبطة بسياسات ترامب التجارية وتأثيرها السلبي على ثقة المستثمرين والتضخم مستقبلا.
التوقعات بشأن الفيدرالي الأمريكي
لا تزال الأسواق تترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن الفائدة أربعاء الاسبوع المقبل، خاصة مع إشارات متباينة من البنك المركزي.
أبرز أداء لأسهم الشركات الكبرى اليوم
- إنتل (Intel) ارتفعت أسهمها بنسبة 10% بعد تعيين ليب-بو تان، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Cadence Design Systems، كمدير تنفيذي جديد للشركة، خلفًا للمديرين المؤقتين.
الخلاصة
يبقى الاتجاه العام للأسواق المالية سلبياً، حيث تواصل الأسهم تراجعها بفعل العوامل الاقتصادية والسياسية الضاغطة، في حين يستمر الذهب والفضة في تحقيق المكاسب وسط تصاعد التوترات التجارية وعدم اليقين بشأن السياسات الاقتصادية. ومع اقتراب صدور بيانات اقتصادية جديدة الأسبوع المقبل، من المتوقع أن نشهد المزيد من التقلبات، خاصة مع استمرار الضغط على الأسهم العالمية.