في الآونة الأخيرة استقر الفيدرالي على تثبيت سعر الفائدة البنكية عند مستويات 2.5%، ولكن جاء حديث باول باحتمالات خفض معدلات الفائدة البنكية خلال العام الجاري والنصف الأول من العام القادم 2020. وهنا من الممكن أن نطرح بعض الأسئلة المهمة بشأن الفائدة البنكية وتأثيرها على الأسواق في الفترات القادمة.
لماذا يتم خفض الفائدة البنكية؟
يريد الرئيس الأمريكي خفض معدلات الفائدة البنكية لدفع معدلات الطلب إلى الأمام، فهو يريد دفع الشركات إلى مزيد من النمو، وهو ما يعني زيادة معدلات نمو الاقتصاد الأمريكي. كل ما كان يهدف له الرئيس الأمريكي هو أن يكون الاقتصاد قوي جداً، وهذا ما تسبب في رفع التعريفات الجمركية على واردات الصين بهدف توجيه الطلب الكلي إلى السلع الأمريكية، وبالتالي زيادة قوة الشركات الأمريكية. وعلى الرغم من أن الشركات الأمريكية أنهت العام الماضي بتحقيق معدلات أرباح قوية وجيدة، إلا أن الحرب التجارية تهدد باحتمالات تباطؤ الاقتصاد العالمي.
الحرب التجارية .. إلى أين؟
الحرب التجارية أثرت على حركة التجارة الدولية بقوة، ومازال الاقتصاد العالمي مهدد بالتباطؤ خلال العام الحالي والقادم، وهو ما زاد من تخوف الفيدرالي من خفض معدلات الفائدة، لأن خفض معدلات الفائدة يعني هبوط الدولار الأمريكي. فماذا لو تم تخفيض الدولار الأمريكي وحدث تباطؤ في الاقتصاد العالمي؟ هنا يكون البنك في حاجة إلى تخفيض الفائدة مرة أخرى، وهو ما يعني مزيد من هبوط الدولار. والكارثة دائماً تحدث عندما تكون الفائدة البنكية قريبة من مستويات 0% ويحدث تباطؤ في معدلات النمو، حيث أن النتيجة تكون دخول الاقتصاد في انكماش يؤدي إلى كوارث كما حدث في الماضي.
هل الأفضل أن يكون الدولار قوي أم ضعيف؟
توقعنا من قبل هبوط الدولار الأمريكي لأنه لم يكن هناك أي حلول أخرى، فالشركات الأمريكية قوية، وعملية الإنتاج تسير بشكل جيد، وكل ما تحتاجه الأسواق مزيد من الطلب الكلي على السلع والخدمات، وهو ما يسير بشكل جيد عندما تكون الفائدة البنكية عند مستويات قليلة، لأن الحصول على الأموال يكون أسهل وأقل من حيث التكلفة. ولكن هبوط الدولار مع وجود احتمالات لتباطؤ نمو الاقتصاد العالمي قد يحدث تأثير سلبي على الأسواق الأمريكية بشكل عام، وهو ما ينظر له الفيدرالي في الوقت الحالي، فالأمر أشبه بلعبة الشطرنج الآن، ويحاول الفيدرالي أن يكمل اللعبة بذكاء قدر الإمكان لحماية الاقتصاد الأمريكي من الانكماش المحتمل.
في الوقت الحالي ارتفعت أسواق الأسهم الأمريكية بعد احتمالات خفض معدلات الفائدة التي أصبحت شبه مؤكدة، والداو جونز في الوقت الحالي عند مستويات تاريخية جديدة، ومازالت هناك احتمالات قوية على استمراره في الصعود، فمع هبوط الدولار الأمريكي دائمًا ترتفع أسواق الأسهم والسلع. ولكن أسواق الذهب في الوقت الحالي مازالت هادئة بسبب شعور المستثمرين بمزيد من الاطمئنان في الوقت الحالي، ولكن مازالت الاحتمالات قوية على صعود الذهب خلال العام الجاري والنصف الأول من العام القادم في حالة تباطؤ الاقتصاد العالمي.
النفط مازالت أسعاره هادئة أيضاً، وقد يشهد صعودًا طفيفًا في الفترات القادمة نظراً إلى هبوط الدولار الأمريكي. ولكن ما يهم النفط من قضايا اقتصادية في الوقت الحالي جعلت المستثمرين يتوخوا الحذر من الاستثمار فيه حتى تستقر الأسواق قليلاً.