الدولار الامريكي وتأثيره على سوق الاسهم في 2021

مع انتهاء العام الجاري 2020 ومع بدء العام الجديد وبدء أيضاً الامال الجديدة لدى كثير من المستثمرين بل ولشعوب العالم بشكل عام يجب أن تعرف تأثير احداث هذا العام على الدولار الامريكي وهل يجب أن تستثمر فيه أم لا وكيف ينظر المستثمرين الى النقود في الوقت الحالي ودعونا نبدأ هذا المقال بشىء مهم جداً وهو معدلات الفائدة البنكية.

ما هي الفائدة البنكية:

الفوائد البنكية هي أهم ادوارت البنوك المركزية فيما يخص السيطرة على الحياة النقدية، فهي الاداة التي من شأنها ان تزيد أو تحد من سرعة النمو الاقتصادي داخل الدولة، ويحدث ذلك بخفض معدلات الفائدة عندما يكون هناك تباطؤ اقتصادي وهو ما يعني أن الحصول على الاموال سيكون بتكاليف أقل مما يحث الافراد على طلب مزيد من الاموال لانها فرصة جيدة للحصول على كمية اموال كبيرة بفائدة بنكية أقل، أو النوع الاخر وهو زيادة معدلات الفوائد البنكية عندما يكون كمية الاموال المعروضة داخل النظام النقدي أعلى من متطلبات الاسواق وهو ما يدفع البنك المركزي الى زيادة معدلات الفائدة للسيطرة على التضخم.

ولكن عندما يخفض البنك معدلات الفائدة فهذا يعني أن الطلب على النقود سيكون في زيادة مستمرة، وهو ما يعني ان هناك حاجة الى زيادة النقود الورقية داخل النظام المصرفي مما يدفع البنك الى طبع اموال جديدة ليوازن ما بين العرض والطلب، ولكن كلما زاد المعروض من النقود كلما قلت قيمتها الشرائية وهو تعريف التضخم ” زيادة اسعار السلع والخدمات ” والتضخم يعني فقدان العملة المحلية قيمتها مع الوقت.

وجميعنا يعرف في الوقت الحالي أ، البنك الفيدرالي خفض معدلات الفائدة الى مستويات قريبة من الصفر، وهو ما يعني أن الحصول على الدولار الامريكي من البنوك يعني عدم دفع فوائد بنكية، وهو ما يعني أيضاً أنها فرصة لا تأتي الا في مرات قليلة في التاريخ الاقتصادي وبالاخص في وقت الازمات، عندما تقترض من البنك وتسدد فقط الكمية التي اقترضتها منه دون دفع اي نسبة مئوية على مبلغ القرض، وهو ما يعني أنك لو استثمرت هذا المبلغ فستكون أي عوائد مادية لك انت فقط مما يعني انها فرصة استثمار جيدة جداً.

 

وهذا هو المطلوب معرفته عند النظر على تحركات الدولار الامريكي في الوقت الحالي، فيجب أن تعرف ان الحصول على الدولار الامريكي الان لا يكلف المستثمرين شىء، والى جانب ذلك الاحتفاظ بالدولار الامريكي يعني فقدان المستثمرين لمزيد من الاموال بسبب معدلات التضخم وهو ما يعني أن المستثمرين يجب أن يحولوا الدولار الى اشياء تزداد قيمتها مع الوقت وتتحرك عكس الدولار، كالذهب مثلاً او البيتكوين أو طبعا سوق الاسهم، بشكل عام عندما يهبط الدولار الامريكي فهذا يعني أن الصعود سيكون متواجد في جميع الاسواق مع الاختلاف فيما يخص طبيعة الصعود وسرعة تحركاته، ولكن في الوقت الحالي ومع بداية العام الجديد، متوقع بالطبع صعود اسواق الاسهم، وصعود الذهب معاً.

من الجيد الاستثمار عكس الدولار الامريكي في الوقت الحالي، اما بشراء الذهب والاصول ، او ببيع الدولار الامريكي امام عملات اخرى اقوى منه مثل اليورو أو عملات المخاطر مثل الدولار النيوزيلندي او الاسترالي مثلا، اما عن البيتكوين فهي اختيار جيد ايضاً ولكن يرجى الحظر من سرعة وعنف تحركاتها الناتجة عن المضاربات الكبيرة التي تدفع بكميات كبيرة من الاموال تسبب هذا الكم من السيولة التي قد تضر بمدخرات المستثمر بشكل سريع جداً، وهو ما يعني أن اعلى سوق من حيث معدلات المخاطر في الوقت الحالي هو سوق العملات الرقمية أو البيتكوين بالاخص.

من الممكن جداً شراء الذهب في الوقت الحالي على المدى الطويل والمتوسط والاحتفاظ به الى أن ينتهي الاتجاه الصاعد الذي بدأ منذ عدة أشهر، وهو ما يحدث تقريباً في خلال عامين أو ثلاث لو نظرنا على تاريخ تحركات الذهب بعد الازمات السابقة، اما عن سوق الاسهم فمن الممكن شراء بعض الاسهم الجيدة من حيث التحركات في الوقت الحالي، متوقع أ، تكون اسواق الاسهم قوية خلال العام القادم ايضاً بسبب انقاذ البنك الفيدرالي للأسواق كما رأينا مع ازمة كورونا، فكمية الاموال التي ضخها البنك الفيدرالي داخل الاسواق تنبأ بأن الحكومة الامريكية لن تترك الاقتصاد الامريكي يتعثر بأي حال من الاحوال، وهو مؤشر يجعل من نسبة احتمالات الصعود جيدة مقارنتة بنسب احتمالات الهبوط.

Related posts

الأسواق الآسيوية ترتفع بدعم من وول ستريت، والأسواق الأوروبية تتراجع بفعل المخاوف الجيوسياسية

تقرير السوق الاسيوي والاوروبي والأمريكي قبل الافتتاح- تحركات لتيسلا وانفيديا وبيانات تجارية وتضخم اوروبية هامة

تقرير الأسواق الآسيوية والأوروبية – تباين جراء تصريحات باول ومفاجآت البيانات