تراجع مؤشر الدولار الأمريكي يوم الجمعة رغم الارتفاعات التي سجلها عقب الكاشف عن بيانات سوق العمل عن شهر سبتمبر
والتي كانت أفضل من التوقعات وتؤيد رفع معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بربع نقطة مئوية خلال الفترة المتبقية من العام الحالي
إلا أن الدولار الأمريكي عاد للتراجع ليغلق على تراجع أسبوعي وليشير بذلك إلى أول وأقوى إشارات انعكاس في الاتجاه
من الاتجاه الصاعد الذي سجله لأسابيع متعددة إلى إمكانية التخلي عن هذه المكاسب والعودة إلى مستويات 103 حيث متوسط 100 يوم ومتوسط 200 يوم
إليكم رسم مؤشر الدولار الأمريكي الأسبوعي وكيف أغلق على تراجع وتخلى عن مكاسبه السابقة خلال الأسبوع والتي تدعم انعكاس السعر وتراجعه
الأسباب الأساسية لتراجع مؤشر الدولار ترتبط بأن قوة الدولار مرهونة ببيانات التضخم بالدرجة الأولى وليس ببيانات سوق العمل
وصحيح أن بيانات سوق العمل تؤيد رفع معدل الفائدة إلا أن بيانات التضخم في حال تراجعت فإنها تلعب دورا سلبيا وتلعب أهمية كبيرة لجني الأرباح السابقة لمكاسب الدولار في الأسواق
وبيانات التضخم من المفترض أن تتراجع والسبب الأساسي هو التراجع في أسعار النفط خلال الأسبوع الماضي وبنسبة 10% للخام الأمريكي وفق الرسم التالي
ولذا فرغم أن بيانات التضخم عن شهر سبتمبر قد تكون مرتفعة قليلا إلا أن نسق التفاعل الفوري سيكون مع تراجعات أسعار النفط
التي بدورها ستعمل على تثبيت معدلات التضخم ودفع التضخم الأساسي الذي يستثني أسعار الطاقة للتراجع إلى الهدف عند 2% تدريجيا كما يريد الفدرالي
يوم الخميس المقبل لدينا بيانات التضخم وفق قراءة مؤشر أسعار المستهلكين من الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في الساعة 15:30 بتوقيت الكويت
إلا أنها قراءة خاصة بشهر سبتمبر الذي به ارتفعت أسعار النفط الخام الأمريكي بحوالي 13% من أدنى مستويات إلى أعلى مستويات سجلتها خلال ذلك الشهر
ولذا فهذه البيانات تعتبر متأخرة وأهميتها ضعيفة لأن تأثيرها سيكون غالبا مؤقت وينتهي سريعا كون التركيز والتفاعل يتم فوريا مع تغير أسعار النفط عالميا مع تأثيرها على التضخم
ولذلك فإن الدولار الأمريكي من الممكن أن يتراجع في حال استمر استقرار أسعار النفط
وخاصة أن أسعار العملات المقابلة للدولار تعتبر منخفضة جدا ويمكن أن تحفز للمضاربة على أنها سترتفع مجددا
حيث اختبر اليورو في الأسابيع الأخيرة مستويات 1.04 والإسترليني مستويات 1.20 وبلغ الين الياباني مستويات 150
وبالتالي كل هذه المستويات المنخفضة لهذه العملات مقابل الدولار من الممكن أن تحفز المشترين على إعادة شرائها لأجل تحقيق بعض المكاسب حتى اتضاح السياسات النقدية لبقية البنوك المركزية.
مؤشر أس آند بي 500 كان أيضا قد ارتد من أدنى مستويات سجلها خلال الأسبوع الماضي وفق الرسم التالي
وبالتالي يعطي نوعا من التفاؤل بأن هناك إمكانية لتحقيق مكاسب على المدى القصير في حال تراجع مؤشر الدولار الأمريكي
واستقرت عوائد السندات الأمريكية وبالتالي يعود التركيز أكثر إلى نتائج الشركات التي ستبدأ في منتصف الشهر الحالي مع أكبر البنوك الأمريكية.