الحيرة ما تزال تضرب الأسواق رغم تأكيدات خفض الفائدة في السابع عشر من سبتمبر

أولًا: حالة عدم اليقين جراء الخلاف الأمريكي–الهندي

شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والهند توترًا جديدًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي وصف العلاقات التجارية مع الهند بأنها “كارثة أحادية الجانب” عقب زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الصين. هذا التصعيد يأتي في ظل فرض واشنطن رسومًا جمركية بنسبة 50% على الصادرات الهندية، إلى جانب رسوم ثانوية على واردات النفط الروسي. في المقابل، اتهمت الهند الولايات المتحدة بازدواجية المعايير، خاصة أن دولًا غربية أخرى تواصل تجارتها مع روسيا. هذا الخلاف أثار حالة من الضبابية في الأسواق الناشئة وزاد المخاوف من امتداد تأثيراته إلى التجارة العالمية وسلاسل الإمداد.

ثانيًا: توجهات الفدرالي الأمريكي وخلافات داخلية

على صعيد السياسة النقدية، تصاعدت التوقعات بخفض الفائدة خلال اجتماع الفدرالي في سبتمبر، حيث أكد العضو كريستوفر والر – المرشح لرئاسة الفدرالي – أن البنك يجب أن يبدأ الخفض هذا الشهر مع إمكانية تعديل وتيرة الخفض لاحقًا. كما أشار إلى أن خفضًا بنصف نقطة مئوية قد يكون واردًا إذا ضعف سوق العمل أكثر.
بالتوازي، برزت قضية حاكم الفدرالي ليزا كوك التي واجهت اتهامات بارتكاب “احتيال رهون عقارية” نفتها عبر محاميها بشكل قاطع، مما أثار جدلًا واسعًا حول إمكانية إقالتها وأثر ذلك على تركيبة مجلس الفدرالي وتوازن قراراته المقبلة.

ثالثًا: بيانات سوق العمل الأمريكية

أظهرت بيانات الوظائف الشاغرة (JOLTS) تراجعًا ملحوظًا إلى 7.18 مليون فرصة في يوليو، وهو مستوى نادر لم يُسجل منذ فترة الجائحة. هذه القراءة عززت المخاوف من تباطؤ سوق العمل، وزادت من احتمالات خفض الفائدة لتجنب تدهور اقتصادي أعمق.

رابعًا: أداء الأسواق المالية

  • مؤشر داو جونز الصناعي (DJIA) تراجع بمقدار 199 نقطة أو 0.44% عند 45,096 نقطة، متأثرًا بالضبابية السياسية والاقتصادية.
  • مؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة 0.25% (+16 نقطة) إلى 6,431 نقطة، مدعومًا بمكاسب قطاع التكنولوجيا.
  • مؤشر ناسداك (NASDAQ) قاد الارتفاعات مع صعوده 0.88% (+186 نقطة) إلى 21,465 نقطة، مستفيدًا من صعود أسهم التكنولوجيا الكبرى.

خامسًا: صعود أسهم التكنولوجيا – Alphabet نموذجًا

حققت أسهم Alphabet قفزة بنسبة 9% بعد صدور حكم قضائي لصالحها في قضية مكافحة الاحتكار مع وزارة العدل الأمريكية، إذ لن تُجبر الشركة على تفكيك متصفح Chrome أو نظام Android. هذا القرار اعتُبر انتصارًا كبيرًا لشركة Google ولشركة Apple أيضًا التي ارتفعت أسهمها بدورها، في وقت يستمر فيه الرهان على توسع أعمال الذكاء الاصطناعي والبحث الرقمي.


بالختام فقد ارتفع سعر الذهب الفوري إلى حوالي 3,633 دولارًا للأونصة بزيادة 1.14%، بينما ارتفعت عقود الذهب الآجلة لشهر ديسمبر إلى 3,604.90 دولار. في المقابل، واصلت الفضة أيضًا تحقيق مكاسب قوية، لتسجل نحو 41.50 دولارًا للأونصة مرتفعةً بأكثر من 1%. هذا الأداء يعكس إقبال المستثمرين على المعادن الثمينة كملاذ آمن وسط ضبابية الأسواق وتزايد الضغوط على الفيدرالي لتبني سياسة نقدية أكثر مرونة.

Related posts

الذهب يسجل مستوى قياسي والاقتصاد الأمريكي ما يزال في أزمة

التقرير الاقتصادي – بيانات الأسبوع حتى الثلاثاء 2 سبتمبر 2025

الأسواق العالمية تتقلب في شهر الحسم