التقرير الفني للعملات والذهب وسوق الأسهم الأمريكي مع مزج تبعات فوز ترامب

أدى فوز دونالد ترامب إلى تحريك الدولار الأمريكي بشكل واضح بالأمس، إلا أنه تخلى اليوم عن جزء مهم من هذه المكاسب. يعود ذلك لعدة أسباب، من أهمها أن السياسات التي وعد بها ترامب لم تُنفذ بعد، وستحتاج إلى ما لا يقل عن عام إلى عام ونصف لتظهر آثارها على الاقتصاد بعد بدء تطبيقها، سواء من خفض الضرائب على دخول الأفراد للطبقات المتوسطة، امتداداً إلى فرض رسوم جمركية.

 

لذلك فإن توقعات إبقاء معدلات الفائدة مرتفعة غير واقعية في المدى القصير، ولكنها واقعية للمدى الطويل. لذا فتأثيره على الدولار لن يتبين إلا بعد ما لا يقل عن عام من الآن، ولذلك نرى عودة الدولار الأمريكي كمؤشر للتراجع.

 

  • تحليل زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي

 

 

حافظ هذا الزوج على الدعم الرئيسي الذي أشرنا إليه سابقاً عند مستويات 1.0660، كما يبين الرسم البياني. عودة السعر للارتداد من هذه المستويات تتيح له حرية الحركة حتى مستويات 1.09، لذلك النطاق الحالي للتداولات لليورو مقابل الدولار هو بين 1.06 و1.09.

 

  • تحليل زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي

 

 

الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي مستقر بسبب أن خفض الفائدة اليوم هو ضمن التوقعات في السوق وأيضاً بيان البنك لم يحمل شيئاً جديداً مهماً ومؤثراً. بناءً على ذلك، من المتوقع أن يبقى نطاق التداول بين 1.28 و1.30 على المدى القصير خلال الأسابيع القادمة.

 

من ذلك نستنتج أن عودة العملات مقابل الدولار لتسجيل مزيد من المكاسب للوصول إلى أعلى نطاقات التداول هي أمر محتمل، لذلك المزيد من تراجعات الدولار الأمريكي أيضاً محتملة طالما لم يفاجئنا الفيدرالي اليوم بأي جديد، أي خفضه فقط بربع نقطة مئوية والتزامه بأن البيانات ستحدد المستقبل في السياسة النقدية.

 

  • تحليل زوج الدولار الأسترالي مقابل الدولار الأمريكي

 

 

شهد الدولار الأسترالي تراجعاً يوم أمس إلى مستويات 0.65، وهو أدنى مستوى منذ بداية أغسطس. هذا التراجع جاء نتيجة انخفاض أسعار المعادن، مما أثر بشكل واضح على الطلب على الدولار الأسترالي. مع عودة ارتفاع أسعار المعادن وتراجع الدولار الأمريكي، تمكن الدولار الأسترالي من تعويض خسائره بالكامل. إذا استمر هذا الزخم، فمن المحتمل أن يصل إلى مستويات مقاومة عند 0.67 من مستوياته الحالية عند 0.66. ومع ذلك، قد يعود للتراجع تدريجياً بناءً على توقعاتنا باستقرار مؤشر الدولار الأمريكي بتغيرات خلال الأشهر القادمة لا تتجاوز 2 إلى 3%، فمن المرجح أن يشهد الدولار الأسترالي أيضاً حركة أفقية، وكذلك أسعار المعادن على المدى القصير.

 

  • تحليل زوج النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي

 

 

الرسم البياني يبين أن زوج النيوزيلندي مقابل الدولار الأمريكي ما زال ضمن نطاق أفقي في الفترة القصيرة، حيث لم يبلغ مستويات الدعم الرئيسية بعد عند 0.5844. مستويات المقاومة الأولى قد تكون عند 0.60 والتي تليها عند 0.61. يتوقع أن يبقى السعر ضمن المستويات حول 0.60 كمتوسط نطاق الفترة المقبلة.

 

  • تحليل زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني

 

 

الرسم البياني يبين أن الدولار الأمريكي عاد ليؤسس فوق مستويات الدعم التي تحدثنا عنها سابقاً عند 151.83. قوة الدولار الأمريكي مقابل الين تأتي بسبب التوقعات بعدم وجود خفض كبير لمعدلات الفائدة في الولايات المتحدة الأمريكية على المدى الأبعد، خاصة مع البيانات الجيدة التي صدرت، مثل معدل البطالة المنخفض عند 4.1% والنمو الجيد في قطاع الخدمات الذي سُجل في أكتوبر. بالمقابل، لا توجد أي إشارات في اليابان على إعادة رفع الفائدة، مما يعزز من احتمالية عودة الدولار مقابل الين للارتفاع واستهداف مستويات أعلى عند 160 مجدداً. مستوى المقاومة الأول لهذا الزوج يقع عند الحاجز النفسي 155، يليه المستوى الأهم عند 160، وفي حال فشل في تجاوزه، فقد يشهد الزوج تراجعاً حاداً وكبيراً إذا توفرت الظروف المناسبة.

 

  • تحليل زوج الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري

 

 

شهد الدولار الأمريكي مكاسب مستمرة مقابل الفرنك السويسري، وذلك بسبب تراجع المخاوف وإمكانية أن يقوم ترامب بوقف الحروب كما تعهد بذلك. هذه المكاسب أدت إلى عمليات بيع على الفرنك السويسري، قد تصل به إلى مستويات 0.90، وهو الحاجز النفسي الذي يمكن أن يرتد السعر منه. هذا الحاجز يقع بالقرب من مستويات المقاومة أو القمم السابقة التي كانت حول 0.93 إلى 0.92. إذاً، قد تكون مستويات 0.90 إلى 0.92 مستويات ارتداد محتملة لهذا الزوج، وقد تكون مستهدفة للفترة المقبلة في حال استمرت المخاوف بالتراجع وزاد إقبال المستثمرين على المخاطرة في الأسواق.

 

  • تحليل زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي

 

 

اقترب زوج الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي من مستويات 1.40 التي تمثل فرصة للارتداد. تراجع الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي قد يدفعه إلى مستويات أقل ربما تصل إلى 1.35. السبب في ذلك هو الضعف الذي شهده الدولار الكندي بسبب تراجع أسعار النفط. إلا أن فوز ترامب لا يعني أن أسعار النفط في المدى القصير ستتراجع بشكل كبير، حيث أن سياسات توسيع الإنتاج في الولايات المتحدة وتسهيل عمل تلك الشركات تحتاج إلى سنوات لتؤثر بشكل ملموس على السوق وتحقق فوائد كبيرة تؤثر سلباً على أسعار النفط. لذلك، يبقى المؤثر الأبرز على المدى القصير هو سياسة أوبك بلس وإمكانية زيادة إنتاجهم، إلى جانب احتمال تحسن نشاط الصناعات عالمياً بعد انكماشها خلال السنتين الماضيتين. هذا يعني أن الدولار الأمريكي مقابل الدولار الكندي سيواجه صعوبة في الاستمرار بسهولة فوق مستويات 1.40، التي تعتبر مستويات مقاومة.

 

  • تحليل الذهب مقابل الدولار الأمريكي

 

 

سجل الذهب بالأمس تراجعات كبيرة نتيجة احتمالية تراجع المخاطر الجيوسياسية وإنهاء الحروب من قبل ترامب. تقنياً، هبط السعر دون مستوى الدعم الأساسي الذي أشرنا إليه عند 2685 دولار للأونصة، ويحاول اليوم الارتفاع لإعادة اختبار هذا المستوى وإعادة اختبار خط الاتجاه الصاعد الموضح بالرسم. في حال فشل السعر في الارتفاع فوق مستويات 2700 دولار، فمن المرجح أن يتراجع إلى مستويات 2600 دولار خلال الأيام القليلة المقبلة، مما يؤكد وجود اتجاه هابط يتشكل لمستويات أقل، خاصة إذا استمرت المخاوف في التراجع، وهو ما يشكل إشارة سلبية لأسعار الذهب.

 

  • تحليل الفضة مقابل الدولار الأمريكي

 

 

شهدت الفضة بالأمس تراجعات حادة وكبيرة، حيث تتقلب بشكل متكرر وعنيف. يوضح الرسم البياني أهم المستويات للفضة، حيث يقع مستوى المقاومة الأول عند قمة شهر مايو الماضي عند 32.50 دولار للأونصة، بينما مستوى الدعم هو قمة شهر مارس الماضي عند حوالي 29.76 دولار. لذلك، من المتوقع أن يتقلب نطاق الحركة للفضة ضمن هذه المستويات بين 29 و32 دولار للأونصة. ومع وجود احتمالية للتراجع أكثر إلى مستويات 27 دولار في حال تراجع الذهب واستمرت المخاوف الجيوسياسية والاقتصادية في الانحسار.

 

  • تحليل مؤشر S&P 500

 

 

تسجل مؤشرات الأسهم الأمريكية مستويات قياسية، مما يجعل من الصعب تحديد مستوى مقاومة واضح. هناك إمكانية لمؤشر Dow Jones أن يصل إلى مستويات 45 ألف نقطة، بالإضافة إلى أن مؤشر Nasdaq 100 قد يرتفع إلى مستويات 22 ألف نقطة. أما مؤشر S&P 500، فمن المتوقع أن يختبر ويتجاوز مستويات 6000 نقطة قريباً. هذا الزخم القوي قد يستمر في المدى القصير، خاصة مع خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والتوقعات بنمو نتائج الشركات خلال الفترة القادمة، مدعومة بالبيانات الاقتصادية الممتازة التي صدرت مؤخراً عن قطاع الخدمات. يوضح الرسم التالي لمؤشر S&P 500 وجود احتمال لمقاومة عند خط الاتجاه الصاعد حول مستويات 6000 نقطة، والذي قد يكون حاجزاً نفسياً قد يتقلب السعر عنده قبل أن يتجاوزه ويحقق مستويات أعلى.

 

Related posts

الأسهم الأمريكية تتراجع تحت ضغوط التضخم وإشارات الضعف في أسواق آسيا وأوروبا

أخبار الأسواق قبل افتتاح السوق الأمريكي

التقرير التقني للعملات والذهب ومؤشر S&P 500