تشهد الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع وتيرة تداول منخفضة وتقلبات محدودة، في ظل تزامن صدور بيانات اقتصادية مهمة مع عطلة أعياد الميلاد التي تغلق أو تقلّص ساعات العمل في عدد واسع من الأسواق الرئيسية، وهو ما يحدّ من أحجام السيولة ويجعل ردود فعل الأسواق أقل حدة من المعتاد.
أولاً: أبرز البيانات الاقتصادية المنتظرة خلال الأسبوع
الثلاثاء 23 ديسمبر
صدور محضر اجتماع السياسة النقدية للبنك المركزي الأسترالي، والذي سيوفر إشارات مهمة حول توجهات الفائدة في الفترة المقبلة.
في اليابان، تصدر بيانات التضخم الأساسي (Core CPI)، والمتوقع أن تستقر عند 2.2% سنوياً دون تغيير عن القراءة السابقة، ما يبقي الضغوط قائمة على بنك اليابان لمواصلة تشديد سياسته تدريجياً.
أما في أوروبا، فتترقب الأسواق أسعار الواردات الألمانية، والتي تعطي مؤشراً مبكراً على مسار التضخم في أكبر اقتصاد أوروبي.
في الولايات المتحدة، تتجه الأنظار إلى القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب طلبات السلع المعمرة ومؤشر أسعار الناتج المحلي، وهي بيانات مفصلية لتقييم قوة الاقتصاد الأمريكي قبل نهاية العام.
كما تصدر بيانات ثقة المستهلك الأمريكي ومؤشر ريتشموند الصناعي، والتي ستعطي صورة عن مزاج الأسر والقطاع الصناعي.
الأربعاء 24 ديسمبر
تصدر بيانات طلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوعية، والمتوقع تراجعها إلى 220 ألف طلب مقارنة بـ 224 ألفاً سابقاً، ما يعكس استمرار متانة سوق العمل.
كما تصدر بيانات مخزونات النفط الخام والغاز الطبيعي، والتي تحظى باهتمام خاص في أسواق الطاقة، رغم ضعف السيولة بسبب العطل.
في اليابان، تصدر بيانات أسعار المنتجين في قطاع الخدمات (SPPI)، والتي تقيس الضغوط التضخمية من جانب الخدمات.
الخميس 25 ديسمبر
يُعد هذا اليوم شبه مشلول من حيث التداول، حيث تغلق معظم الأسواق العالمية بسبب عيد الميلاد، مع صدور محدود جداً للبيانات، باستثناء بيانات بدايات الإسكان في اليابان وخطاب مرتقب لمحافظ بنك اليابان، والذي قد يحمل إشارات لفظية للأسواق رغم الإغلاق الواسع.
الجمعة 26 ديسمبر
تعود بعض البيانات اليابانية إلى الواجهة، مع صدور مؤشر طوكيو الأساسي لأسعار المستهلكين، والإنتاج الصناعي الأولي، ومبيعات التجزئة، وهي بيانات مهمة لتقييم الزخم الاقتصادي في نهاية العام، لكنها تصدر في بيئة تداول ضعيفة بسبب استمرار العطل في عدة أسواق.
البيانات الاقتصادية التي صدرت اليوم
الصين – معدلات الإقراض والبيانات القيادية
أبقى البنك المركزي الصيني على سعر الفائدة الأساسي للقروض لأجل عام واحد عند 3.00%، دون تغيير عن التوقعات والقراءة السابقة، في خطوة تعكس استمرار النهج الحذر لدعم الاقتصاد دون توسيع التحفيز النقدي في الوقت الحالي.
كما ثبت سعر الفائدة للقروض لأجل 5 سنوات عند 3.50%، مطابقًا للتوقعات والقراءة السابقة، وهو ما يحدّ من أي زخم إيجابي إضافي في قطاع العقارات.
وفي بيانات النشاط، سجل مؤشر البنك المركزي الصيني القيادي تراجعًا شهريًا بنسبة -0.3%، مقارنة بانكماش سابق عند -0.8%، ما يشير إلى تحسن نسبي لكنه لا يزال يعكس ضعفًا في وتيرة التعافي الاقتصادي.
بريطانيا – الحساب الجاري والنمو
أظهرت بيانات الحساب الجاري البريطاني تحسنًا ملحوظًا، حيث سجل العجز -12.1 مليار جنيه إسترليني، أفضل من التوقعات عند -19.1 مليار، وأفضل من القراءة السابقة -21.2 مليار، ما يعد عامل دعم نسبي للجنيه الإسترليني.
في المقابل، جاءت القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي (ربع سنوي) عند 0.1%، مطابقة للتوقعات والسابق، لتؤكد استمرار النمو الضعيف للاقتصاد البريطاني.
وسجلت استثمارات الأعمال المعدلة نموًا قويًا بنسبة 1.5%، مقارنة بتوقعات بانكماش -0.3% وقراءة سابقة -0.3%، في إشارة إيجابية على تحسن ثقة الشركات.
كندا – أسعار الإنتاج
على صعيد كندا، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين الصناعيين (IPPI) بنسبة 0.9% شهريًا، أعلى من التوقعات عند 0.3%، لكنه أقل من القراءة السابقة 1.7%، ما يعكس استمرار الضغوط التضخمية ولكن بوتيرة أهدأ.
في المقابل، جاء مؤشر أسعار المواد الخام (RMPI) أضعف من المتوقع، مسجلًا 0.3% مقابل توقعات 0.6% وقراءة سابقة قوية عند 1.6%، وهو ما قد يخفف نسبيًا من الضغوط التضخمية المستقبلية.