التحول في سوق العملات مستمر … كيف؟

 

اللعبة ما تزال تتغير تدريجياً

 

دراجي المتفائل والمتمهل:

 

في المنطقة الأوروبية كرر ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي في اجتماع البنك اليوم بأنه يرى أن التضخم سيتحول إلى المستويات التي يستهدفها

 

لا شك أن البنك ذكر قائمة من العوامل التي تخيفه والتي منها العوامل العالمية والسياسات المالية الإيطالية وأسواق الأسهم أيضا وخاصة في دول الاقتصادات الناشئة

 

التمهل جاء بذكره بوضوح أن البنك لم يناقش موعد أول رفع قادم لمعدل الفائدة ولم يناقش حتى إعادة استثمارات عوائد سنداته التي يمتلكها

 

أي أن البنك ليس متعجل على تغيير سياساته ولكن الأهم أنه يسير نحو ذلك بخطى ثابتة أولها انهاء برنامج شراء السندات في ديسمبر وهو ما يريده السوق كأول خطوة نحو التشديد النقدي في العام المقبل

 

 

كارني يريد دعم الإسترليني:

 

أما في طرف أوروبا الغربية فيحاول البنك المركزي البريطاني تكراره بأن رفع معدل الفائدة متوقع في حال استمر الاقتصاد بالتحسن و نفسر ذلك على أنه محاولة مستمرة منه لإيقاف نزيف الإسترليني ورغبة منه لإبقائه في المستويات الحالية

 

لا شك أن عدم اليقين المرتبط بالبريكست قد ارتفع وفق ما يرى البنك فلماذا يتعجل البنك بذكر رغبته برفع الفائدة !

 

المهم هنا بنظرنا أن البنك سيسرع رفع الفائدة أكثر وأكثر في حال خرجت بريطانيا من المظلة الأوروبية باتفاق يحمي اقتصادها حيث عندها سينعم الاقتصاد بنمو جيد يساعد على ذلك مما يعني أيضا أن الإسترليني حينها سينعم بارتفاعات قوية

 

ولكن مازال الطريق عثر للوصول لاتفاق في ظل صمت تيريزا ماي مؤخرا وبما نفسره أن الحوار في الداخل البريطاني لتعديل خطتها ما يزال يشتعل لإرضاء الأغلبية في البرلمان البريطاني وللحصول على رضا مختلف الأحزاب عليها

 

في الجانب الأوروبي نرى تساهلا في تصريحات المسؤولين تشير إلى استشعارهم لقصر المدى الزمني للتوصل لاتفاق مما يعني أنهم أكثر استعدادا للوصول لحل يحقق منفعة كلا الطرفين

 

هذه العوامل الإيجابية ساعدت الإسترليني للوصول اليوم إلى 1.31 مجدداً وتشكل التحول الممكن في سوق العملات بشرط عدم فشل مفاوضات البريكست

 

 

نمو التضخم الأمريكية يتراجع:

 

فوق كل ما يحدث في أوروبا فإن بيانات التضخم الأمريكية التي صدرت اليوم عن مؤشر أسعار المستهلكين والتي بينت تراجع القراءة السنوية من 2.9% إلى 2.7% تعطي إشارة على إمكانية أن يهدأ التضخم ليقلل الضغط على الفيدرالي الأمريكي في استعاره لرفع الفائدة

 

تستطيع أن ترى ذلك من خلال تراجع الاحتمالية في السوق لرفع معدل الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي في الـ 26 من الشهر الجاري لتصبح حاليا عند 95% بدلا من 99% في الأسبوع الماضي

 

لا شك أن 95% تعتبر احتمالية عالية ولكن عليك عزيزي المستثمر أن تسأل نفسك هل الاقتصاد الأمريكي في نهاية دورة رفع معدل الفائدة أم لا ؟!

 

بشكل عام ما يزال السوق يرى أن التحول في اتجاهات العملات ستحتاج وقت لتحرك الأسواق أكثر ولكنها لم تهمل هذه الرؤية بدليل الاستقرار الذي شهدته منذ بداية الربع السنوي الجاري وحتى الآن ونحن نقترب من نهايته ولذا فلنترقب التحركات القوية في الربع الأخير من العام الجاري.

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية