التحليل الفني والعوامل الأساسية لتحركات الأسواق

مقدمة عامة عن أوضاع الأسواق العالمية

تسير الأسواق العالمية حاليًا ضمن تحركات ضعيفة للغاية، في ظل حالة من الترقب والحذر الناتجة عن مجموعة من العوامل المحيرة، أبرزها:

1. عدم اكتمال الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث تم تمديد المفاوضات لمدة 90 يومًا إضافية، دون وضوح نتائج نهائية قد تدفع الأسواق لاتخاذ اتجاه قوي.
2. غموض مصير الحرب الروسية الأوكرانية، التي ما تزال في المراحل الأولى من المفاوضات واللقاءات، مع احتمالية الوصول إلى اتفاق سلام شامل أو فشل المسار التفاوضي بالكامل.
3. استقرار معدلات الفائدة الأمريكية مقابل ارتفاع التضخم، وسط انقسام آراء المستثمرين بين ضرورة خفض الفائدة أو الإبقاء عليها، رغم أن الأسواق تسعّر بنسبة 99% احتمال خفض الفائدة في سبتمبر نتيجة ضعف البيانات الاقتصادية الأخيرة.
4. تراجع أسعار النفط الخام مؤخرًا بفعل زيادة إنتاج أوبك بلس بشكل مستمر، وهو عامل إيجابي نسبيًا لتحفيز النشاط الاقتصادي، لكنه غير كافٍ في ظل تدهور مؤشرات أخرى، خاصة تباطؤ بيانات النمو في الصين، وتراجع بيانات التجزئة والتوظيف، وكذلك بعض المؤشرات الاقتصادية الأمريكية التي تميل إجمالًا للهبوط رغم استمرار نموها.

هذه العوامل مجتمعة تضع المستثمرين أمام مشهد معقد، يدفع الأسواق للبقاء في نطاقات تداول ضيقة وضعيفة الزخم حتى تتضح الرؤية بشأن الملفات الرئيسية.

---

التحليل الفني لليورو مقابل الدولار الأمريكي (EUR/USD)

 

 

المستوى الحالي: يتحرك اليورو حاليًا قرب مستوى 1.1700، بعد أن شهد ارتفاعًا تدريجيًا ومنظمًا منذ بداية أغسطس، حيث واصلت القيعان تسجيل مستويات أعلى، وكذلك القمم، مما يعكس ميلًا صعوديًا على المدى القصير.

المستويات الفنية المهمة

1. المقاومة الأولى: خط الاتجاه الهابط الواصل بين آخر قمتين على الرسم البياني، ويقع قرب 1.1740.
2. المقاومة الثانية: مستوى أفقي بارز عند القمة التالية حول 1.1790.
3. المقاومة الثالثة: القمة الأعلى منها عند 1.1830 تقريبًا.
4. المستوى النفسي: قرب 1.2000، حيث يُتوقع أن يواجه الزوج صعوبة في اختراقه مع احتمالية حدوث جني أرباح.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: صاعد أكثر من كونه هابطًا، بدعم من تكوين قمم وقيعان صاعدة.
• المخاطر المحتملة: أي صعود قد يواجه مقاومات قوية، واختراقها يحتاج إلى محفزات أساسية قوية (أخبار أو بيانات اقتصادية داعمة).
• العامل الزمني: حتى منتصف سبتمبر، يُتوقع الحذر، إذ من المرتقب أن تُغيّر معدلات الفائدة الأمريكية وقد نشهد حينها حركات قوية في الزوج.

اليورو يتمتع بزخم إيجابي قصير المدى، لكن اختبار مستويات المقاومة المتتالية حتى 1.20 سيكون تحديًا ما لم تدعمه أحداث اقتصادية جوهرية. أي صعود دون اختراق حاسم قد يتبعه تصحيح أو جني أرباح، في حين أن اختراق المستويات المذكورة يعزز فرص استمرار الاتجاه الصاعد.

---

التحليل الفني للجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD)

 

 

المستوى الحالي: يتحرك الجنيه الإسترليني في اتجاه صاعد قوي منذ بداية أغسطس، حيث تسجل القمم والقيعان مستويات أعلى بشكل منتظم، مما يعكس زخمًا إيجابيًا على المدى القصير.

المستويات الفنية المهمة

1. المقاومة الأولى: عند 1.3595، حيث فشل السعر في الإغلاق فوقها بشكل مستدام، إذ لم يقبل السوق تداولات أعلى من 1.3600 خلال اليومين الماضيين.
2. المقاومة الثانية: عند 1.3633، واختراقها قد يفتح المجال سريعًا لاستهداف قمة شهر يونيو الماضي عند 1.3790.
3. المقاومة النفسية الأقوى: مستوى 1.4000، والذي يُتوقع أن يشكل حاجزًا صعب الاختراق ما لم تتوفر محفزات أساسية قوية.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: صاعد، لكن يواجه عقبة مقاومات متقاربة قد تحد من سرعة الصعود.
• شروط استمرار الزخم: الحاجة إلى بيانات اقتصادية أمريكية سلبية أو تأكيد من الاحتياطي الفيدرالي على التوجه نحو خفض الفائدة في اجتماعه منتصف سبتمبر، ما قد يدفع الأسعار نحو مقاومات أعلى.
• حتى ذلك الحين: يظل التداول مرهونًا بقدرة السعر على تجاوز المقاومة الثانية، مع الحذر من احتمالية التصحيح إذا فشل الاختراق.

الاتجاه الحالي للجنيه الإسترليني إيجابي على المدى القصير، لكن استمرار الصعود مرهون بتجاوز مستويات المقاومة الحرجة، خاصة 1.3633، مع مراقبة التطورات الاقتصادية الأمريكية. أي اختراق حاسم قد يدفع السعر سريعًا نحو 1.3790، بينما تبقى 1.40 هدفًا نفسيًا صعب المنال قبل وجود محفزات أساسية قوية.

---

التحليل الفني والأساسي للدولار الأمريكي مقابل الين الياباني (USD/JPY)

 

 

الوضع الحالي: يتحرك الزوج على المدى القصير في نطاق عرضي، مع غياب اتجاه واضح صاعد أو هابط، ما يعكس حالة من التوازن بين القوى الشرائية والبيعية.

العوامل الأساسية المؤثرة

1. العوامل الإيجابية للدولار:
   • احتمالية خفض معدلات الفائدة في الولايات المتحدة بما يدعم النمو الاقتصادي.
   • معدلات رسوم جمركية مقبولة لا تُلحق ضررًا بالغًا بالاقتصاد، ما يحافظ على قدر من جاذبية الدولار.
   • عودة جزئية للطلب على الدولار بعد فقدانه جزءًا من جاذبيته خلال فترة الحرب التجارية الأخيرة.
2. العوامل السلبية للدولار:
   • خفض الفائدة الأمريكية قد يقلص الفارق بين معدلات الفائدة في الولايات المتحدة واليابان، ما يقلل من جاذبية الدولار ويدفعه للتراجع أمام الين.
   • استمرار السياسة النقدية اليابانية دون تغيير قد يبقي الضغط على الدولار في حال انخفضت الفائدة الأمريكية.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: عرضي، مدعوم بتذبذب بين مستويات الدعم والمقاومة القريبة.
• سبب النطاق الأفقي: غياب قرارات مؤثرة في معدلات الفائدة سواء من بنك اليابان أو الاحتياطي الفيدرالي حتى منتصف سبتمبر.
• التوقعات: استمرار الحركة ضمن النطاق الحالي حتى اجتماع الفيدرالي في سبتمبر، حيث قد نشهد حينها تحركات قوية وكسر واضح للنطاق.

الدولار/ين يعيش حالة انتظار قبل التحرك الكبير، مع بقاء السعر محصورًا بين القوى الأساسية المتعارضة. أي تغيير في السياسة النقدية أو صدور بيانات أمريكية أو يابانية قوية قد يحدد اتجاه الاختراق القادم.

---

التحليل الفني والأساسي للذهب (XAU/USD)

 

 

الوضع الحالي: يتحرك الذهب كما الين الياباني في نطاق عرضي واضح، مع تباين في حركة القمم والقيعان حيث تسجل القمم تراجعا طفيفًا بينما القيعان ترتفع، ما يعكس حالة من التوازن والانتظار في السوق.

المستويات الفنية المهمة

• الدعم الأول: 3300 .
• الدعم الثاني: 3280.
• المقاومة الأولى: 3375.
• المقاومة الثانية: 3390.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: عرضي، ضمن نطاق بين مستويات الدعم والمقاومة المحددة.
• التوقعات: استمرار الحركة الأفقية حتى منتصف سبتمبر، حيث من المتوقع أن تكون قرارات السياسة النقدية الأمريكية المحرك الأساسي التالي للسعر.

---

التحليل الفني والأساسي للنفط الخام الأمريكي (WTI)

 

 

الوضع الحالي: يتعرض النفط الخام الأمريكي لضغوط بيعية واضحة، مع ميل هابط على المدى القصير مدفوع بعوامل أساسية سلبية.

العوامل الأساسية المؤثرة

1. احتمالية إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية: أي اتفاق محتمل لإنهاء الحرب يُنظر إليه كعامل سلبي للأسعار، نظرًا لإمكانية استقرار الإمدادات.
2. زيادة الإنتاج من أوبك بلس: استمرار ارتفاع المعروض في السوق يعزز الضغوط على الأسعار.
3. ضعف البيانات الاقتصادية العالمية:
   • بيانات الصين الأخيرة جاءت أقل من القراءات السابقة، ما يشير إلى تباطؤ في الطلب من أكبر مستورد للنفط في العالم.
   • بيانات الاقتصاد الأمريكي وبعض الاقتصادات الكبرى الأخرى أظهرت تراجعًا، رغم وجود تحسن في بعض المناطق، إلا أن التأثير الكلي سلبي على الطلب العالمي.

المستويات الفنية المهمة

• الدعم الأول: 60.06 دولار للبرميل.
• المقاومة الأولى: 64.50 دولار للبرميل، وتشكل الحاجز الأول أمام أي ارتداد صعودي.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: هابط، مع بقاء الضغوط البيعية مهيمنة على حركة السعر.

---

التحليل الفني والأساسي لسوق الأسهم الأمريكي

مؤشر S&P 500 كمعيار عام

 

 

الوضع الحالي:
ما يزال المؤشر يتحرك في اتجاه صاعد عام، لكن داخل قناة صعود ضعيفة على المدى القصير منذ نهاية يونيو، حيث تتراوح حركة السعر صعودًا أو هبوطًا في حدود ±1.5%، ما يعكس ضعف الزخم.

العوامل الأساسية المؤثرة

1. جمود في أسعار السلع والمعادن والعملات، إضافة إلى ثبات نسبي في معدلات الفائدة الأمريكية، ما يقلل من قوة المحفزات للسوق.
2. الترقب لاتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين، الذي تم تمديده لمدة 90 يومًا، مع انتظار ما قد يترتب عليه من تطورات اقتصادية.
3. نتائج اجتماع بوتين وترامب بشأن الحرب الروسية الأوكرانية، وإمكانية تحوله إلى اتفاقية سلام شامل أو فشل المفاوضات، وهو عامل جيوسياسي مؤثر على معنويات المستثمرين.
4. أداء الشركات الأمريكية، حيث تواجه بعض القطاعات الأساسية التي تحتاج تمويلًا ضخمًا تباطؤًا في نمو الأرباح، مما يفرض ضغوطًا سلبية على السوق.
5. الدعم من قطاع التكنولوجيا، الذي يخفف جزئيًا من الضغوط السلبية لكنه لا يغير الصورة العامة لضعف الزخم.

النظرة الفنية

• الاتجاه قصير المدى: صاعد ضعيف داخل قناة محدودة النطاق.
• المقاومات المحتملة: قرب الحد العلوي للقناة الصاعدة.
• الدعوم المحتملة: قرب الحد السفلي للقناة، مع احتمال اختبار مستويات دعم فنية أوسع إذا ضعفت المعنويات.
• التوقعات: استمرار التذبذب المحدود حتى منتصف سبتمبر، حين يُتوقع أن يتضح موقف الاحتياطي الفيدرالي بشأن إجراءات تحفيز الاقتصاد.