التحركات القوية في الأسواق مؤشر البداية بمؤشرات الأسواق الأمريكية وفق العقود المستقبلية. هذه المشتقات المالية شهدت تراجعًا في الأسابيع الأخيرة بسبب مجموعة من الضغوط السلبية، منها اقتراب استلام ترامب للسلطة وإمكانية رفع رسوم جمركية عالمية، وبالتالي الإضرار بالأعمال، مع ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي وعودة عوائد الخزانة الأمريكية للارتفاع. ولكن تراجعات مؤشرات الأسهم ستواجه مستويات سعرية مهمة قد ترتد منها وفق التالي.
مؤشر NASDAQ 100 المستقبلي يُظهر تراجعًا كما هو موضح في الرسم الأسبوعي، إلا أن مستوى الدعم الأساسي له يقع عند مستوى 19800 نقطة. هذا يعني أنه ما يزال أمامه حوالي 1000 نقطة للتراجع، وهو ما يمثل تقريبًا نسبة 5% من التراجعات. في حال الوصول إلى هذا المستوى، قد يتم إعادة تقييم سياسات ترامب ومستقبل الاقتصاد الأمريكي وقطاع التكنولوجيا بشكل عام. لذا، قد يكون هذا السعر مفصلًا لعودة الارتفاعات القوية، في حال الصمود فوقه أو استقراره.
مؤشر S&P 500 المستقبلي، وفق الرسم الأسبوعي، يقع أول مستوى دعم له عند 5700 نقطة تقريبًا، وتحديدًا عند 5716 نقطة. هذا المؤشر يُعتبر حالة وسطية بين مؤشر داو جونز ومؤشر ناسداك المركب التكنولوجي. لذلك، في حال صمد مؤشر داو جونز نوعًا ما، فقد يؤدي ذلك إلى نوع من التماسك واستقرار المؤشر في أغلب إغلاقات الأسبوع القادمة فوق هذا المستوى. طالما استقر السعر فوق هذا المستوى، فمن الممكن أن يعود المؤشر للارتفاع بشكل جيد، مع الأخذ في الاعتبار تطورات الأوضاع الاقتصادية بالطبع.
مؤشر الداو جونز المستقبلي يظهر أن مستوى الدعم الأساسي له يقع عند حوالي 41700 نقطة، وهو مستوى اقترب منه بشكل كبير. لذلك، قد تكون التراجعات محدودة للداو جونز مقارنة بالتراجعات القوية والتقلبات المعتادة لمؤشر ناسداك.
هذا المستوى يُعد حاسمًا وسيتم مراقبته عن كثب لمتابعة كيفية تفاعل السوق معه، خاصة في حال انتهت موجة ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
بالانتقال إلى سوق العملات، نبدأ بمؤشر الدولار الأمريكي، حيث يقترب من مستويات 110 في تداولات بداية الأسبوع الحالية. إلا أن هناك مستوى مقاومة واضح وفق خط الاتجاه الصاعد، كما أن تسعير المؤشر عند 110 يُعتبر حاجزًا نفسيًا إلى حد ما. لذلك، بعد موجة الارتفاع الكبيرة، قد يجد المؤشر صعوبة في مواصلة الارتفاع بشكل كبير.
خاصة أن العملات المقابلة للدولار الأمريكي قد تراجعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وقد تكون الآن في نهاية فترة تراجعها. هذا يعني أن حدوث تراجع إضافي لتلك العملات يبقى ممكنًا، لكنه قد لا يكون بنفس الحدة التي شهدناها في السابق. وبالتالي، قد نجد مستويات تعيق استمرار ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي أو استمرار التراجع الكبير لتلك العملات.
اليورو مقابل الدولار الأمريكي، وفق الرسم الأسبوعي، يتداول عند مستويات منخفضة جدًا لم نشهدها منذ عام 2022 عندما اشتدت الحرب بين روسيا وأوكرانيا. التراجعات هذه المرة مدعومة بارتفاع الرسوم الجمركية وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، وليست بسبب مخاوف الحرب.
اليورو يقترب من مستوى دعم هام جدًا، وهو مستوى التعادل عند 1.00، أي يورو واحد لكل دولار. ومع ذلك، قد يشهد التراجع انخفاضًا دون مستوى التعادل لفترة بسيطة، ليصل إلى مستويات تقارب 0.9950، حيث كان هناك نوع من الارتداد سابقًا واستقرار للأسعار فوق هذا المستوى.
بشكل عام، يُعتبر اليورو في وضع متراجع للغاية، وقد يسجل اختبارًا لهذه المستويات المذكورة. ولكن من الصعب أن يستقر عندها لفترة طويلة، خاصة إذا تغيرت الظروف الاقتصادية، مثل حل مشكلة الحرب الروسية الأوكرانية.
الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يقترب من مستويات الدعم الرئيسية عند 1.2030. وإذا تمكن من التراجع دون هذا المستوى، فستكون مستويات الدعم التالية حول 1.1790. ضمن هذا النطاق بين 1.18 و1.20، هناك مستويات قد يكون من الصعب الاستقرار دونها قبل تكوين موجة ارتداد صاعدة.
بالرغم من وجود مشاكل سياسية في بريطانيا تتعلق بالموازنة واحتمالية تقليص الإنفاق الحكومي، مما يضعف الإسترليني بشكل عام، فإن مستويات الدعم الحالية تُعتبر قوية نسبيًا، وقد تمثل نقاط ارتداد محتملة في المستقبل.
الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري يظهر نمطية واضحة في حركته، حيث يتجه نحو اختبار مستوى مقاومة بارز عند حوالي 0.9220. هذا المستوى تم اختباره في بداية العام الماضي خلال الربع الأول، وأيضًا في النصف الثاني من عام 2023.
كما يُظهر الرسم التالي، الحركة النمطية للسعر كانت تتراجع إلى مستوى 0.82، ثم تعود للارتفاع إلى مستوى 0.92. وبالتالي، قد يمثل هذا المستوى نقطة لعودة بيع الدولار مقابل الفرنك، خاصة إذا تغيرت الظروف الاقتصادية وأصبحت ضد الدولار الأمريكي.
الذهب مقابل الدولار الأمريكي، وفق الرسم الأسبوعي التالي، ما يزال يتحرك ضمن اتجاه صاعد واضح بدأ منذ النصف الثاني من العام الماضي. ورغم التراجع مع بداية هذا الأسبوع، يمكن للذهب اختبار مستويات عليا قد تصل إلى حوالي 2800 دولار وربما أعلى من ذلك، في حال تصاعدت المخاوف في الأسواق بشكل عام.
ما يمنع الذهب من الارتفاع حاليًا هو قوة الدولار الأمريكي. لكن في حال استقر الدولار أو شهد تراجعًا، فإن ذلك سيُعد إيجابيًا للذهب، خاصة إذا زادت المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.
في جميع الأحوال، مستويات 2615 تُعد أولى مستويات الدعم الهامة، حيث يعتبر تماسك السعر فوق 2610 أو 2600 إشارة إيجابية لتسجيل ارتفاعات إضافية. أما الإغلاق دون هذه المستويات فقد يعطي إشارات سلبية لاختبار مستوى 2490 مجددًا.
النفط الأمريكي، وفق الرسم التالي، يُظهر أنه لم يسجل ارتفاعات حادة خلال العامين الماضيين، 2023 و2024، بل بقي ضمن نطاق سعري متوسط. الأسعار خلال هذه الفترة كانت تمتد أحيانًا إلى مستويات 90 دولارًا أو 80 دولارًا، أو حتى 85 دولارًا، وحاليًا يتداول عند مستوى 77 دولارًا، وهو أعلى من مستويات القاع التي كانت الأسعار تحافظ على وجودها فوقها عند 66 دولارًا.
بشكل عام، مستوى المقاومة الحالي للنفط يقع عند 77.80 دولارًا، ولكنه ليس مستوى قويًا، مما يعني إمكانية تجاوزه إلى مستويات 80 دولارًا أو حتى 85 دولارًا مجددًا، خاصة بسبب العقوبات الأخيرة المفروضة على النفط الروسي. ومع ذلك، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار أن أي اضطرابات في الأسواق قد تؤثر سلبًا على أسعار النفط، مما قد يؤدي إلى تراجعها.
في المقابل، أي تحسن إيجابي في الأوضاع الاقتصادية أو الجيوسياسية يمكن أن يدعم الأسعار ويدفعها للارتفاع. لذلك، يُعتبر النفط حاليًا في منطقة وسطية ضمن تداولاته خلال السنوات الماضية، حيث يسجل حركة أفقية.