شهدت الأسواق صدور سلسلة من المؤشرات التمهيدية (Flash PMI) لشهر أغسطس، والتي تعد مؤشراً مبكراً عن أداء القطاعات الصناعية والخدمية في كل من منطقة اليورو، بريطانيا، والولايات المتحدة. هذه البيانات تكتسب أهمية كبيرة كونها تعكس توجهات النشاط الاقتصادي قبل صدور القراءات النهائية، وتؤثر بشكل مباشر على توقعات السياسة النقدية وحركة الأسواق المالية.
بيانات منطقة اليورو
- فرنسا:
مؤشر مديري المشتريات الصناعي ارتفع إلى 49.9 مقابل توقعات عند 48.2، ما يعكس تحسناً ملموساً رغم بقائه دون مستوى 50 الفاصل بين الانكماش والنمو.
قطاع الخدمات سجل 49.7، أعلى من المتوقع 48.5، لكنه ما زال في نطاق الانكماش. - ألمانيا:
القطاع الصناعي جاء عند 49.9، أفضل من التوقعات (48.8) لكنه دون قراءة الشهر السابق (49.1).
قطاع الخدمات عند 50.1 أقل من التوقعات (50.4) وأدنى من القراءة السابقة (50.6)، ما يشير إلى تباطؤ طفيف. - منطقة اليورو ككل:
الصناعي سجل 50.5 مقابل توقعات 49.5، وهو تحسن واضح فوق مستوى النمو.
الخدمات عند 50.7 متماشياً تقريباً مع التوقعات (50.8) لكنه أدنى من القراءة السابقة (51.0).
الخلاصة الأوروبية: رغم بعض التباين، إلا أن بيانات أغسطس التمهيدية عكست تحسناً عاماً، خصوصاً في قطاع التصنيع الذي عاد إلى مستوى النمو بعد شهور من التراجع.
بيانات بريطانيا
- الصناعي سجل تراجعاً واضحاً عند 47.3 مقابل توقعات عند 48.2، ما يعكس استمرار الانكماش.
- في المقابل، الخدمات جاءت قوية عند 53.6 متجاوزة التوقعات (51.8) ومتفوقة على الشهر السابق.
الخلاصة البريطانية: الاقتصاد البريطاني يستمد قوته من قطاع الخدمات الذي لا يزال يقود النمو، فيما يعاني القطاع الصناعي من ضغوط واضحة.
بيانات الولايات المتحدة
- القطاع الصناعي: سجل 53.3، متجاوزاً التوقعات (49.7) وأعلى بكثير من القراءة السابقة (49.8).
- القطاع الخدمي: جاء عند 55.4 مقابل توقعات 54.2 وقريباً من القراءة السابقة 55.7.
- مطالبات البطالة: ارتفعت قليلاً إلى 235 ألف مقارنة بتوقعات عند 226 ألف، لكنها ما زالت ضمن نطاق معتدل لا يشير إلى ضعف حاد في سوق العمل.
- مؤشر فيلادلفيا الصناعي: جاء مفاجئاً بالسالب -0.3 مقارنة بتوقعات إيجابية 6.8.
الخلاصة الأمريكية: البيانات التمهيدية لشهر أغسطس جاءت إيجابية جداً، حيث أظهرت قفزة في مؤشري الصناعات والخدمات معاً إلى مستويات مريحة فوق 50، ما يعكس قوة النشاط الاقتصادي في أكبر اقتصاد عالمي رغم استمرار بعض التذبذبات في مؤشرات فرعية مثل فيلادلفيا الصناعي.
الاستنتاج العام
- أوروبا: تحسن ملحوظ في القطاع الصناعي، لكن النشاط الخدمي يظهر علامات تباطؤ.
- بريطانيا: قطاع الخدمات يعوض ضعف القطاع الصناعي.
- الولايات المتحدة: أوضح المستفيد، حيث جاءت المؤشرات التمهيدية لشهر أغسطس قوية جداً في كل من التصنيع والخدمات، ما يدعم الرؤية بأن الاقتصاد الأمريكي لا يزال صامداً أمام ضغوط السياسة النقدية، وقد يقلل من الضغوط على الفيدرالي للتسرع في خفض الفائدة.
على ما يبدو أن تحسن القطاعين الصناعي والخدمي في الولايات المتحدة خلال أغسطس قد يعود جزئياً إلى الاتفاقات التجارية التي أعلن عنها البيت الأبيض مؤخراً، والتي خففت من المخاوف المتعلقة بفرض رسوم جمركية مرتفعة. هذا التطور أعاد الزخم للنشاط الاقتصادي الأمريكي، وأدى إلى تراجع توقعات خفض الفائدة من حوالي 93% قبل أسبوع إلى قرابة 75% حالياً. ومع ذلك، تبقى البيانات القادمة، وعلى رأسها بيانات سوق العمل المنتظرة في الأسبوع الأول من سبتمبر، ذات أهمية كبيرة، إذ قد تميل إلى الإيجابية إذا صدقت هذه المؤشرات الاستطلاعية، لكنها ربما تبقى دون المتوسط العام. وهذا يعني أن خفض الفائدة – إذا تم – قد يكون بمقدار ربع نقطة مئوية فقط وبشكل تدريجي. ويبقى التركيز اليوم منصباً على خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول، الذي من المرجح أن يوضح رؤيته حيال هذه البيانات التي تتأرجح بين القوة والضعف.