في هذا الشهر الشتوي البارد، تتجه أنظار الأسواق المالية يوم الخميس تحديدا نحو مكاتب البنوك المركزية في أوروبا وسويسرا. خلف الأبواب المغلقة، تجتمع العقول الاقتصادية لتحليل الأرقام وبحث القرارات التي قد تشكل مستقبل الاقتصاد العالمي في عام 2024.
البنك المركزي الأوروبي: هل يخفض الفائدة مجددًا؟
في ظل تراجع معدلات التضخم في منطقة اليورو إلى مستويات قريبة من هدف البنك المركزي الأوروبي، باتت التوقعات تشير إلى خفض جديد لأسعار الفائدة. وبالرغم من أن بعض الخبراء كانوا قد تكهنوا بخفض كبير بمقدار 50 نقطة أساس، فإن معظم التحليلات تُرجح خفضًا أكثر تحفظًا بمقدار 25 نقطة أساس فقط. هذا القرار المنتظر يعكس رغبة البنك في تحقيق توازن بين تحفيز الاقتصاد وتجنب الضغط الزائد على الأسواق.
ومع استعداد الأسواق لهذا السيناريو، يبقى السؤال: هل سيفاجئنا البنك المركزي الأوروبي بقرار أكبر أم أن الحذر سيبقى سيد الموقف؟
البنك الوطني السويسري: خطوات محسوبة على الثلوج البيضاء
أما في سويسرا، حيث التضخم لا يزال تحت السيطرة عند 0.7% فقط في نوفمبر، تبدو المعادلة أكثر تعقيدًا. تشير التقارير إلى أن البنك الوطني السويسري يخطط لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل إلى 0.75%. ومع ذلك، هناك تساؤلات حول إمكانية اتخاذ خطوة أكبر بخفض 50 نقطة أساس.
الساحة السويسرية تميزت دائمًا بالدقة في اتخاذ القرارات. وفي هذه المرة، يبدو أن البنك الوطني السويسري يسير على خيط رفيع بين تعزيز السيولة في الأسواق المحلية والحفاظ على جاذبية الفرنك السويسري كملاذ آمن.
القصة مستمرة…
قرارات هذه البنوك ستشكل المشهد المالي في العام الجديد. المستثمرون والمحللون ينتظرون بشغف، ومع اقتراب يوم الحسم، يبقى الأمر بمثابة مباراة شطرنج اقتصادية، حيث كل حركة تحمل معها تداعيات قد تغير قواعد اللعبة.