المفاوضات مجددًا هي عنوان الوضع الحالي
البرلمان البريطاني يصوت موافقًا (29 يناير 2019) بعودة “تيريزا ماي” رئيس الوزراء البريطاني إلى الاتحاد الأوروبي للتفاوض على الدعم الايرلندي بالتعديل أو ببديل آخر وفقًا لتعديل جراهام برادي، كما رفض البرلمان تمديد المادة (50) من اتفاقية لشبونة التي تحدد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (29 مارس 2019) في التصويت على الخطة البديلة لاتفاق (Brexit) المقدم من تيريزا ماي.
ولكن من جانبها ترفض المفوضية الأوروبية إعادة التفاوض على اتفاقية (Brexit) التي تم توقيعها (نوفمبر 2018) بين قادة المفوضية ورئيس الوزراء البريطاني “تيريزا ماي”، كما رفضت المفوضية تحديد مدة زمنية للدعم الايرلندي.
الدعم الايرلندي هي سياسة تأمين تهدف إلى منع الحدود الصعبة بين جمهورية ايرلندا الأوروبية ومقاطعة ايرلندا الشمالية البريطانية (منعًا للاحتكاكات بين البلدين بعد اتفاق سلام الجمعة الحزينة 1989).
العواصم الأوروبية في الطرف الثاني للاتفاق (الاتحاد الأوروبي ) أعلنت – في معظمها – رفض أي تعديل في الاتفاق، ولكن خرجت أصوات تشير إلى إمكانية تعديل الإعلان السياسي المرفق مع الاتفاق.
الآن بعد مرور عامين ونصف من استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (يونيو 2016) لازالت المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا تستمر مع زيادة عدم اليقين رغم اقتراب موعد خروج بريطانيا من الاتحاد (29 مارس 2019).
الآن أيضًا ارتفع احتمال خروج بريطانيا بلا اتفاق (no deal)، مع ارتفاع نسبة استمرار بريطانيا في الاتحاد الأوروبي وانخفاض احتمالية خروجها من الاتحاد.
الموقف داخل جبهة السياسة البريطانية منقسم، فجبهة تيريزا ماي ترغب في الخروج المنظم من الاتحاد الأوروبي EU مع الحفاظ على المملكة المتحدة UK موحدة، والمؤيدين للاتحاد الأوروبي (على رأسهم جيريمي كوربين، زعيم حزب العمال المعارض) يريدون استبعاد سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق، بينما هناك مجموعة أخرى ترغب في خروج كامل من الاتحاد الأوروبي بلا اتفاق مع اعترافهم بصعوبات اقتصادية تواجه المملكة المتحدة على المدى القريب. أما الفريق الأخير فهو يريد الاستمرار في الاتحاد الأوروبي بلا تعديلات ويطالب باستفتاء ثان على الخروج من الاتحاد الأوروبي، خاصة بعد ما لاقاه من ضبابية وعدم اليقين.
الباوند (GBPUSD) يتردد في نطاق واسع (1.2500 – 1.3380) مع متابعة البيانات الاقتصادية وموقف الدولار الأمريكي (DXY) الذي يقوم بتصحيح هابط قد ينقلب إلى انعكاس في الاتجاه بعد اجتماع لجنة FOMC الأمريكية (30 يناير).