الاقتصاد الأمريكي يبدأ المعاناة

التضخم في أسعار المستهلكين يحدد التوجهات المستقبلية لمعدل الفائدة

بيانات أسعار المستهلكين (CPI) هي مؤشر هام للتضخم الأمريكي على الرغم من أنه ليس المؤشر الأساسي للتضخم لدى البنك الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي (FED) الذي يستخدم مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (Core PCE).

البنك الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي (FED) يدير السياسة النقدية للولايات المتحدة من أجل تحقيق هدفين: (الأول) هو الوصول إلى العمالة الكاملة عند معدل بطالة (4.5%)، (الثاني) هو استقرار الأسعار من خلال ضبط التضخم السنوي عند 2% سنويًا.

معدل الفائدة على الدولار الأمريكي هو أهم وسائل البنك الفيدرالي الأمريكي لضبط معدل التضخم، حيث يرفع الفائدة لمقاومة ارتفاع معدل التضخم، أما تخفيض معدل الفائدة فيكون لرفع معدل التضخم. وقد قام الفيدرالي برفع الفائدة على الدولار الأمريكي لأربع مرات ربع سنوية إلى نطاق (2.25 -2.50%)، وفي اجتماع لجنة (FOMC) الأمريكية في يناير الماضي توقف البنك عن رفع معدل الفائدة صبرًا من أجل مراقبة البيانات الاقتصادية الأمريكية.

وقد جاء مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) الرئيسي في يناير عند (0.0%) من التوقعات (0.1%) ومن القراءة السابقة (-0.1%)، وعلى أساس سنوي جاء (1.6%) من التوقعات (1.5%) والقراءة السابقة (1.9%). أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي (Core CPI) فقد جاء عند (+0.2%) من التوقعات (+0.2%) والقراءة السابقة (+0.2%)، مع قراءة سنوية عند (2.2%) من التوقعات (2.1%) والقراءة السابقة (2.2%%).

البنك الفيدرالي الاحتياطي الأمريكي (FED) سيبقى بلا تغيير في السياسات النقدية على المدى القريب وربما المدى المتوسط أيضًا، أي أن معدل الفائدة على الدولار الأمريكي يظل في نطاق (2.25% – 2.50%) حتى مارس.

مؤشرات أسعار المستهلكين (CPI) دعمت الأسهم وعوائد السندات الأمريكية (مع انخفاض السندات). الدولار الأمريكي (DXY) يستمر في القوة كملاذ آمن من إغلاق حكومي جديد كان متوقع (وأنباء عن اتفاق داخل الكونجرس الأمريكي على تمويل مؤقت للحكومة وموافقة ترامب رغمًا عنه)، مع انتظار نتائج المباحثات التجارية الأمريكية الصينية في بكين يوم الجمعة.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية