الاستثمار في الذهب بين الامتلاك والهامش

تقرير عن توقعات حركة الذهب حتى عام 2020

يبحث العديد من المستثمرين عن أفضل الفرص الاستثمارية وحتى أي شخص ليس له باع في الاستثمار فهو يبحث عما يمكن أن يعزز مدخراته وحفظ قيمة نقوده للمستقبل،وأول ما يفكر فيه الأشخاص عامة هو ذلك المعدن الأصفر الثمين وخصوصا النساء فهن يعتمدن عليه في الزينة ناهيك عن احتفاظهن بشكل ملحوظ للتحوط من الأزمات والمستقبل.

وفقا للوضع الاقتصادي والسياسي الحالي عالميا فمن المتوقع أن يعاود الذهب الارتفاع مجددا خلال الأعوام القادمة ليصل لمستوى 2000 دولار للأونصة تقريبا حتى عام 2020 مما يعد من أفضل الاستثمارات على الأجل الطويل خاصة وعلى الآجال القصيرة بشكل عام

يتضح من الرسم البياني للذهب في الفترة من 2007 و 2017 أن الذهب تحرك من 11/2008 في اتجاه صاعد وصل فيها من مستوى 688 دولار للأونصة إلى 1920 دولار جزء منها هو أثر الزمن و مدى تأثيره على الرغبة في اقتناء الذهب و الجزء الأخير بسبب الاضطرابات السياسية في منطقة الشرق الأوسط و التي تسببت في ارتفاع الذهب من 1500 دولار تقريبا إلى مستوى ال 1920و انتهت موجة الصعود في 4/2012 بعد كسر خط الاتجاه العام و الذي سبقه محاولتين للتعافي فشل في كلتاهما من اختراق مستوى 1800 و بعدها جاءت المحاولة الثالثة والأخيرة بعد كسر خط الاتجاه العام إلا أنها لاقت نفس المصير و دخل الذهب في حركة اتجاهية هابطة جديدة استمرت حتى نهاية عام 2015 حيث استقرت أسعار الذهب و تداولت في اتجاه عرضي بين مستويات فيبوناتشي 38.2% و 61.8% مما يدل على تراجع الأسعار لمنطقة تعادل العرض و الطلب و هو ما يحدث بعد انتهاء الأمور العارضة والتي تتسبب في تقلبات الأسعار بشكل مبالغ فيه و تعتبر تلك المنطقة منطقة تجميع للاتجاه الصاعد القادم و تلك المرحلة تأخذ وقتا أطول من المعتاد و تنتهي بكسر مستوى 61.8% فيبوناتشي عند 1410 دولار ، استقرار الذهب فوق  مستوى 1257 خاصة في موجات الهبوط القادمة و حتى نهاية العام تعتبر دليل على التأسيس للمرحلة القادمة ، و نظرا لارتفاع أسواق الأسهم فكما ذكرنا أن مرحلة التجميع ستكون طويلة نسبيا حتى يتخلى سوق الأسهم عن تماسكه و تأخذ دورة الاقتصاد مجراها و يحدث الانكماش و يبدأ المستثمر في السعي وراء الذهب ليستفيد من انخفاض سعره الحالي قبل فوات الأوان.

نلاحظ أيضا من الرسم البياني أن الذهب يتحرك في اتجاه عام طويل الأجل بالمتوسط ثلاثة أعوام وقد بدأ الاتجاه العرضي في بداية العام الماضي 2016 وإذا استمرت تحركات الذهب بنفس الوتيرة فمن المتوقع انتهاء الموجه الحالية خلال 2017-2018 والبدء في الاتجاه الصاعد

ولما كان الذهب حاليا في مرحلة مبكرة للاستثمار الآجل فسنستعرض لكم طبيعة الاستثمار في الذهب ومقارنة شراء الذهب فعليا كملاذ امن واستثمار حافظ للقيمة مع التداول عن طريق الهامش.

 

شراء الذهب فعليا

إن الاستثمار عن طريق شراء الذهب و الاحتفاظ به لفترات طويلة و هو الشكل الشائع بين الناس له تكاليف إضافية تقلص من أرباح من يستثمر بهذه الطريقة ، و السبب في ذلك يرجع للتكاليف الإضافية التي تصاحب شراء الذهب ، فعند شراء الذهب و ليكن ذهب عيار 24 و سعر الجرام اليوم هو 12.55 دينار كويتي و يعادل 41.61 دولار أمريكي أي أن سعر الأونصة هو 1294 دولار ( الأونصة هي وحدة القياس في الأسواق العالمية و الأونصة تساوي 31.10 جرام) ، و عند شراء الذهب المصنع كالحلي يقوم البائع باحتساب مصنعية على كل جرام و على أقل تقدير تكون قيمة المصنعية 1.5 دينار أو تقريبا 5 دولار .

و لكي تبدأ في تغطية تكلفة المصنعية الإضافية يجب أن يتحرك سعر الذهب عالميا من 1294 دولار إلى 1449.5 تقريبا و هو وفقا للسوق العالمي 155.5 دولار أو 12.0% و هو أمر يأخذ على أقل تقدير 7 أشهر في حالة ما كان الاتجاه العام للذهب اتجاه صاعد.

أحد وجوه شراء الذهب أيضا هو شراء العملات الذهبية و بعضها تكون تكلفته الإضافية هي شهادة المصدر ( في حالة شراء الذهب السويسري مثلا) و التي تصل في بعض الأحيان إلى 17.5% من قيمة العملة أو السبائك الصغيرة، و يعتبر أقل تكلفة في شراء الذهب هي عند شراء العملات الذهبية المحلية و التي تكون تكلفتها بالقطعة وليس على الجرام و تكون في المتوسط 0.5 دينار للجرام الواحد  3.50% و هي بالرغم من قلتها إلا أنها لا زالت تشكل عقبة في طريق الاستثمار فعند حساب التكلفة للأونصة ستكون تقريبا 46.65 دولار أمريكي بمعنى أنه يلزم تحرك الذهب من 1294 دولار إلى 1340.65 فقط لتغطية التكلفة ، لذا فإن الاستثمار عن طريق شراء الذهب يعتمد على الأجل الطويل لتغطية التكاليف بالإضافة لحفظ القيمة فمثلا في عام 2000 كان سعر أونصة الذهب 250 دولار و في عام 2010 بلغ سعر الأونصة 1165 دولار أي أنها ارتفعت ب 366% تقريبا و في عام 2011 و بسبب الاضطرابات السياسية وصل سعر الأونصة إلى 1920 دولار أي أنها ارتفعت مقارنة بعام 2010 ب 65% تقريبا

 

تداول الذهب بالهامش

واحدة من أهم أدوات الاستثمار هو التداول على الذهب بالبورصات العالمية لعدة أسباب فلا حاجة لديك لتدخر قيمة الذهب فبالأسواق العالمية نظام يسمى العقود مقابل الفروقات(Contract of differences) أو CFD و فيه تقوم بحجز كمية معينة من الذهب للتداول بالسوق و في حالة ارتفاع أسعار الذهب يمكنك أغلاق الصفقة و جني الربح منها ، و يعتمد التداول في نظام الهامش على ما يلي

  • الرافعة المالية : و هي بمثابة حجر الأساس و الفارق الجوهري بين التداول الفعلي و التداول بالهامش و فيه تسمح لك شركة الوساطة المالية بالتداول على ما تبلغ قيمته 400 ضعف كفاءتك المالية ، نظير حجز ما يعرف بالهامش و حتى إتمام الصفقة.

 

  • هامش التداول : و هو مبلغ يتم حجزة بالحساب حتى إتمام الصفقة ، و يتم حجزة لعدة أسباب من أهمها ألا يقوم المستثمر بالتداول بأكبر من الحد المسموح له به.

 

  • دراسة السوق و معرفة الفرصة المواتية واقتناصها و معرفة الغطاء المالي المناسب حتى يكون المستثمر داخل حدود الأمان

 

و كمقارنة سريعة بما يمكن جنيه من التداول عن طريق الهامش بالذهب فالمستثمر يستطيع حجز 100 أونصة و هي ما يعرف بالسوق باسم عقد أو “lot”و تبلغ قيمتها بالسوق129,400 دولار و ذلك بسبب أثر الرافعة المالية عن طريق حجز مبلغ 323.5 دولار فقط،و عند تحرك الذهب من 1294 دولار للأونصة إلى 1295 فيكون ربح المستثمر 100 دولار، يتحرك الذهب في المتوسط 30 دولار للأونصة في اليوم الواحد ، أي أن في صفقة واحدة يمكن أن يجني المستثمر 3000 دولار في حالة تحليل السوق تحليلا جيدا و التحوط من أية عوارض، بالإضافة لمعرفة حدود الغطاء النقدي داخل السوق.

 

يتبع ( الجزء الثاني  – التحليل الفني لحركة الذهب كاملا)

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية