الأمور معقدة بالفعل قبل مباحثات التجارة

 

من المرتقب هذا الأسبوع أن يتقابل المفاوضون التجاريون لكلاً من الصين وأمريكا، وسوف يكون هذا اللقاء هو الأول بعد إعلان الرئيس ترامب ونظيره الصيني هدنة أو وقف زيادة التعريفات الجمركية بين البلدين بنهاية الشهر الماضي. ولكن هل ننتظر الكثير من تلك المباحثات؟

في الواقع الأمر ليس بهذه السهولة، وأن الأسواق أصبحت على وعي بأن الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم لن تهدأ أو تنتهي بين عشيةٍ وضحاها، ولكن الأمور قد تتخذ منحنيات عديدة، لاسيما وأن هناك مناوشات وصراعات مستمرة حتى وقتنا هذا وقبل بدء أية مفاوضات رسمية.

أعلنت صحيفة واشنطن بوست بأن شركة هواوي الصينية تمثل تهديدًا للأمن القومي، وأنها قامت بإنشاء بنية تحتية وتأسيس لشبكات محمول جديدة في كوريا الشمالية بشكل خفي، وهو ما أنكرته الشركة تمامًا مؤكدة بأن ليس لها وجود عملي في كوريا الجنوبية بأي شكل. ومن جانبها هددت الشركة بأنها سوف تسرح جميع العمالة الأمريكية بالشركة حال لم يتم رفع العقوبات عليها قريبًا.

أيضًا البيت الأبيض مستمر في فرض المزيد من القيود والعقوبات على الشركات الصينية، آخرها شركة زعمت أمريكا بأنها تستورد النفط من إيران، وهو ما يخالف العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.

الآن الاقتصاد الأمريكي في وضع يبدو مزدهرًا، حيث أن معدل البطالة في أدنى مستوياته، وسوق الأسهم من ناحية أخرى في أفضل حالاته. على النقيض يحدث للاقتصاد الصيني، فالنمو متراجع بالبلاد لأدنى مستوياته في ثلاثة عقود، مع تراجع حاد بمؤشرات نفقات المستهلك. فهل هذا الميزان بين نمو البلدين سيتحكم في المفاوضات ويجعل الصين هي الجانب الخاسر، ومن ثم سوف ترضخ البلاد للضغوط الأمريكية؟ هذا ما سنتابعه.

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية