يوم الخميس القادم قد يكون تاريخي في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يتوقع أن يشهد أكبر اصلاح ضريبي في البلاد منذ عهد الرئيس ريجن
إلا أنه في ضوء العاصفة التي شهدناها الأسبوع الماضي بشأن الضرائب على الشركات والتي يريد مجلس الشيوخ الأمريكي البدء في تنفيذها من عام 2019 بدلا من عام 2018 التي يحتاجها الجمهوريون لتعزيز فرص فوزهم بالانتخابات النصفية في العام القادم
وفي ظل استماع لجنة مجلس الشيوخ الأمريكي لمناقشات بشأن الإصلاح الضريبي يستمر سعي الجمهوريين لتمرير القانون في مجلس النواب بنسختهم التي أعلنوها
مجلس النواب قد عرض مشروع القانون متضمناً بأن تخفض الضريبة على الشركات من 35% إلى 20% وتبدأ في بداية عام 2018
ولكنه أيضاَ يتضمن خفض إعفاءات ضريبية لا يدفعها المواطنون تفرض في ولايات أمريكية وذلك بهدف السعي لتحقيق توازن في الميزانية
إن تم الغائها كما يريد مجلس النواب فالأمر يعني أن الأفراد لن يتمتعوا بخفض ضريبي في ولايات أمريكية بالمقابل ستحظى بها الشركات لتعزيز النمو الاقتصادي !
نذكر سابقاً محاولات الجمهوريين لإلغاء قانون اوباماكير ولكنهم فشلوا نظراً لإمكانية خسارتهم أصوات الناخبين وفق تصريحات عدد من الجمهوريين أنفسهم
أيضاً كان الهدف من محاولات الغاء اوباماكير هو خفض المصاريف الحكومية نتيجة الخفض الضريبي على الشركات وذلك لتحقيق توازن في الميزانية
المهم هنا أن مجلس النواب يبدو أنه سيتمكن من تمرير نسخته من مشروع الإصلاح الضريبي وذلك بتصويت يوم الخميس بعد أن يلتقي ترامب بالجمهوريين يومها لتحفيزهم على ذلك
إلا أن مجلس الشيوخ قد يفشل الهدف من كل هذه الجهود إن استمرت معارضته لإلغاء الإعفاءات الضريبية وأيضاً لرؤيته بضرورة بدء تنفيذ خفض ضرائب الشركات من عام 2019 وليس 2018
مؤشرات الأسهم الأمريكية بالرغم من تراجعها الأسبوع الماضي متأثرة بهذا الخلاف إلا أن تراجعاتها بسيطة هذا الأسبوع حتى الآن لتشكل حالة من انتظار لما يحدث في الكونجرس
لا شك أن المزيد من التعقيدات وتمسك مجلس الشيوخ بنسخته من مشروع القانون قد يعطي انطباع سلبي للمستثمرين في سوق الأسهم مما يشكل خطراً على الارتفاعات التي حققتها خلال الشهرين الماضيين تحديداً
الخميس موعد الأسواق مع تطورات الكونجرس والشد والجذب القائم بين أعضائه.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق