الأسواق تعيد تسعير توقعات الفائدة وسط تقلبات حادة بعد بيانات سوق العمل الأمريكية

شهدت الأسواق المالية اليوم تقلبات قوية عقب صدور بيانات سوق العمل الأمريكية التي جاءت أضعف من التوقعات، حيث ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف، فيما جاء تكوين الوظائف الجديدة ضعيفًا جدًا عند نحو 70 ألف وظيفة فقط في القطاعات غير الزراعي. هذا الأداء يعزز المخاوف من تباطؤ اقتصادي حاد، خصوصًا في ظل استمرار تأثير الرسوم الجمركية المرتفعة ومعدلات الفائدة العالية على النشاط الاقتصادي.

في اجتماع الفيدرالي الأخير خلال الأسبوع الحالي، بدا أن البنك المركزي تأخر في تقييمه لحالة الاقتصاد، إذ أظهر تفاؤلاً نسبيًا تجاه النمو، ما رفع حينها احتمالية تثبيت الفائدة في اجتماع سبتمبر إلى نحو 60%. إلا أن البيانات الأخيرة أكدت ضعف سوق العمل، وهو ما توقعناه مسبقًا استنادًا إلى مؤشرات سابقة على تدهور الأداء الاقتصادي. نتيجة لذلك، غيّرت الأسواق توقعاتها بشكل كبير، لترتفع احتمالية خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر إلى نحو 80%.

كما أشرنا سابقًا، فإن التقلبات في الأسواق كانت متوقعة نظرًا لأن الفيدرالي لم يكن دقيقًا في قراره الأخير، ومعظم ارتفاعات الدولار الأمريكي في الفترة الأخيرة كانت تصحيحية فقط. بالفعل، تراجع الدولار اليوم بنحو 1% ليصل إلى مستوى 98.50. في المقابل، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بنحو 1.5% بعد أن كانت قد سجلت مستويات قياسية في الفترة الأخيرة.

ورغم أن قطاع التكنولوجيا الأمريكي ما يزال قويًا ويحقق أرباحًا قوية، فإن بقية القطاعات، خصوصًا الأساسية التي تعتمد على تمويل رؤوس الأموال الضخمة، ما تزال تعاني من جوانب ضعف واضحة، ما يزيد من الضغوط على الاقتصاد الأمريكي في المرحلة المقبلة.

 

وفي حال استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في تسجيل قراءات ضعيفة خلال الأسابيع المقبلة، فمن المرجح استمرار الضغط على الدولار وتواصل مكاسب كثير من الأصول أمامه.

 

صورة عن أداء أبرز الأصول حين اعداد التقرير:

 

Related posts

 أداء الأسواق وتأثير البيانات الاقتصادية والرسوم الجمركية

تقرير تقني شامل عن تحركات الأسواق المالية

بيانات سوق العمل الأمريكية وتأثيرها المحتمل على قرارات الفيدرالي