الأسواق تستمر بتسعير مخاطر في أوروبا وارتياح في اميركا

 

وبعد أن ساد التفاؤل حول مفاوضات البريكست عقب اعلان كبير المفاوضين الأوروبيين الأسبوع الماضي أنه سيقدم عرضاً جيداً لبريطانيا بشأن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي

 

وبعد أن صرح وزير الخارجية البريطاني بعد ذلك بأنه يرى إمكانية لإيجاد اتفاق جاءت تيريزا ماي رئيسة الوزراء بتصريحاتها لتنسف هذا التفاؤل عبر قولها أن لا تنازل عن خطتها التي قدمتها قبل عدة أسابيع !

 

الخطة كانت قد لاقت رفضاً أوروبياً في عدة أجزاء منها وبالتالي فإن عدم تنازل الطرفين يعني أن لا اتفاق قريب لإنهاء هذا الاختلاف في الرؤى

 

ويضاف إلى ذلك أن هناك خلاف بريطاني داخلي كبير بشأن تلك الخطة !

 

الإسترليني لم يجد أمام هذه الحالة سوى التخلي عن مكاسب الأسبوع الماضي ليتراجع هذا الأسبوع من مستوى 1.2960 إلى مستوى 1.2809

 

أما بشأن اليورو فقد ذكرنا مراراً أن الارتباط بين الاقتصادات الأوروبية سيدفع اليورو للتفاعل تأثراً بالشأن البريطاني ولو بشكل نسبي

 

ولذا فقد تراجع اليورو اليوم أيضاً من مستويات الـ 1.1616 إلى 1.1529

 

ومع تراجع الدولار الكندي بسبب عدم الدخول في نافتا المعدلة

 

وأمام تراجع أهم المكونات المقابلة للدولار الأمريكي في مؤشره العام فقد ارتفع الأخير إلى مستوى 95.60 بارتفاع 0.5%

 

لا شك أيضاً أن بيانات المفوضية الأوروبية التي صدرت الأسبوع الماضي وبينت تراجع في مناخ الاعمال والثقة في المنطقة الأوروبية جراء المناوشات التجارية العالمية وخاصة مع الولايات المتحدة الأمريكية فقد ساعد كل ذلك بضغط اليورو للتراجع أكثر

 

ويتوقع أن يعلن الخميس عن بدء سريان رسوم تجارية أمريكية على الصين بما يصل إلى 200 مليار دولار من المنتجات ولا ننسى أن فشل نافتا المعدلة بضم كندا إليها قد فرض مناخ سلبي على أسواق الاسهم نهاية الأسبوع الماضي وهو ما استمر اليوم في السوق التي تراجعت حتى الآن في كبرى الاقتصادات

 

إلا أن الحالة السلبية لم تدفع الملاذات الآمنة للارتفاع حيث ما تزال قوة الدولار الأمريكي عامل غالب عليها وذلك بسبب عدم تأثر ربحية الشركات حتى الآن بشكل خطر ولكن لا شك أن هذه الحالة سيتم إعادة تقييمها مع بداية الربع الرابع من العام والذي يبدأ في بداية أكتوبر القادم ومع صدور بيانات الشركات حينها

 

أما البيانات الأمريكية فما تزال تشير لتفوق اقتصادي

 

فاليوم بيانات الصناعة الامريكية قد شهدت تحسنا ملحوظاً في إشارة إلى استمرار القوة الدافعة للاقتصاد الأمريكي وبما يطرح المزيد من التفاؤل حول أداء القطاع الخدمي وبيانات سوق العمل التي تظهر لاحقا في هذا الأسبوع والتي بالتالي دفعت المستثمر للحفاظ على الدولار القوي تفاؤلا بأن الفيدرالي سيرفع معدل الفائدة في 26 سبتمبر الجاري

 

السوق يرى احتمالية 99.8% بأن الفيدرالي الأمريكي سيرفع معدل الفائدة في ذلك التاريخ وخاصة بعد تصريحات رئيس الفيدرالي وغيره من الأعضاء التي تشير إلى ذلك

 

أما الوضع في أوروبا فمن الغير المحتمل معه أي تشديد قادم للسياسة النقدية ضمن البنك المركزي الأوروبي وهو ما يخلق الفارق بين الاقتصادين

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

 

 

 

 

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية