واليوم أيضا استمرت البيانات الاقتصادية العالمية بالإشارة إلى نوع من الضعف في كبرى الاقتصادات
حيث سجل مؤشر مدراء المشتريات الصناعية في الصين لشهر نوفمبر تراجعا من النمو ليصل إلى الركود عند مستوى 50.0 الذي يفصل بين الانكماش والنمو
هذا المؤشر استمر بالتدهور منذ اعلى مستوى سجله في منتصف العام
مما يشير لتباطؤ صناعي حاد في نمو ثاني أكبر اقتصاد عالمي
أيضاً فإن بيانات التضخم الأساسية لمنطقة اليورو الكيان الاقتصادي الأكبر في العالم سجل نموا سنويا عند 1.0%
حيث ما يزال مقيد حول هذا النطاق منذ فترة طويلة بالإضافة إلى أن قراءات القطاع الصناعي والخدمي التمهيدية عن نوفمبر اشارت إلى المزيد من تباطؤ النمو
بيانات قطاع الإسكان الأمريكي التي تتراجع سريعاً والبيانات الاقتصادية الضعيفة التي تصدر من أكبر الاقتصادات يبدو أنها أهم ما غير رؤية رئيس الفيدرالي الأمريكي مؤخراً
جيروم باول مهد للأسواق أنه سيتريث أكثر بشأن رفع الفائدة في خطابه الأخير والأسواق لا شك أنها تؤيد ذلك
حيث وفق احتمالات رفع معدلات الفائدة في الأسواق فإن الفيدرالي يحتمل أن يرفع الفائدة في التاسع عشر من ديسمبر القادم باحتمالية تصل اليوم حتى اعداد التقرير إلى 82.7%
وأما عن عام 2019 فالسوق يضع احتمالية فوق الـ 50% برفع وحيد للفائدة في يونيو منتصف عام 2019
أما احتمالات رفعها في بقية الاجتماعات فهي أقل من 50% حتى الآن!
هذا بخلاف توقعات اعضاء الفيدرالي برفعها 3 مرات عام 2019 ومما قد يعني أن توقعاتهم ستخفض في اجتماع الشهر المقبل
اليوم بلغت عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام مستوى 3.017% وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر الماضي
لينخفض الفارق بينها وبين عوائد سندات أجل عامين إلى أقل من 20 نقطة أساس!
وبالرغم من ذلك فقد شهد الدولار في تداولات اليوم نوع من القوة والتي يبدو أنها تفسر بسبب تراجع اليورو جراء تراجع بيانات التضخم وليست لسبب آخر
حيث ما يزال السوق أيضاً يترقب أحداث قمة مجموعة العشرين التي بدأت اليوم وتستمر حتى ساعات الغد والتي أهمها اقتصاديا لقاء الرئيسان الأمريكي والصيني لبحث ملف التجارة
ولذا فالافتتاحات التداولية للأسبوع المقبل متوقع أن تشهد إما تفاؤلا جراء هذا اللقاء أو احباطاً منه.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق