تستمر الأسواق المالية تحت تأثير التوترات الجيوسياسية المتزايدة، والتي تلقي بظلالها على تحركات مختلف الأدوات المالية.
في الأسبوع الماضي، شهدنا ارتفاعاً ملحوظاً في مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 2%، حيث ارتفع من مستويات دون 100 إلى فوق 102، ليعزز دوره كملاذ آمن في ظل المخاوف المتزايدة من احتمالية تصاعد الصراع بشكل حاد في الشرق الأوسط.
أسعار النفط سجلت مكاسب مستمرة، حيث ارتفع النفط الخام الأمريكي اليوم بأكثر من 2% ليقترب من مستوى 76 دولارًا للبرميل، بينما وصل خام برنت إلى مستويات قريبة من 80 دولارًا للبرميل الواحد.
هذه الارتفاعات تأتي في ظل إمكانية استهداف قوات الاحتلال لمصافي النفط الإيرانية وتعطيل إنتاجها، وهو ما يساهم في تعزيز المخاوف المتعلقة بتأمين إمدادات النفط العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، تزايد القلق بشأن احتمال إغلاق المضائق المائية في المنطقة، مما يعزز من تقلبات الأسواق ويزيد من حالة الذعر بين المتداولين.
على صعيد آخر، أسعار الذهب ما زالت قريبة من مستوياتها القياسية، مما يعكس استمرار التوجه نحو الأصول الآمنة في ظل الأوضاع الراهنة.
في الوقت ذاته، تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية وفقاً للعقود المستقبلية، بينما سجلت مؤشرات الأسهم الأوروبية بعض التراجعات الطفيفة، وذلك نتيجة للترقب المستمر والمخاوف التي قد تحرك الأسواق بشكل مفاجئ وسريع.
غداً، ستعاود بورصة شنجهاي نشاطها بعد انتهاء “الأسبوع الذهبي”، وهي فترة العطلة الأطول في الصين.
قبل العطلة، شهدت مؤشرات الأسهم الصينية ارتفاعات قوية، ومع عودة التداولات، قد نشهد تقلبات في ظل توازن المخاوف الجيوسياسية والتحفيزات الاقتصادية التي تطبقها الصين لدعم اقتصادها.
على الصعيد النقدي، يترقب السوق صدور محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء في الساعة التاسعة مساءً.
هذا المحضر قد يقدم إشارات حول مسار معدلات الفائدة في الفترة المقبلة.
كما أن قرار البنك الاحتياطي النيوزيلندي بشأن معدلات الفائدة وتأثيره المحتمل على الدولار النيوزيلندي سيكونان محوراً مهماً في تحركات العملات.
بشكل عام، التقلبات في الأسواق متوقعة بشكل كبير خلال الفترة القادمة، وقد تقدم فرصًا للمتداولين، لكن يجب الانتباه إلى أن التقلبات الحادة قد تؤدي إلى تحركات غير متوقعة في الأسعار، وهو ما يستدعي الحذر الشديد.