الأسواق العالمية تحت تأثير الدولار والتوترات التجارية

تذبذب عالمي في مؤشرات الأسهم مع تصاعد المخاوف حول تباطؤ الاقتصاد العالمي واستمرار تقلبات السياسة النقدية

تشهد الأسواق العالمية حالة من التقلب وعدم اليقين، في ظل استمرار الحرب التجارية التي يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعودة قوة الدولار، وتراجع بعض مؤشرات النمو في آسيا، لا سيما في الصين وتايلاند. فيما تتباين توقعات المستثمرين بين من يرى في هذا التراجع فرصة للشراء، ومن يراقب بحذر إشارات الركود والضغوط التضخمية.


أولاً: أداء الأسواق الآسيوية – صعود صيني وياباني مقابل تراجع هندي وأسترالي

شهدت معظم أسواق آسيا مكاسب قوية، مدفوعة بتفاؤل المستثمرين بعودة المحادثات التجارية بين واشنطن وبكين، واستفادة الشركات التكنولوجية من السياسات التحفيزية:

  • مؤشر نيكاي الياباني قفز بنسبة 1.04% ليغلق عند 36,830.69 نقطة، مدعوماً بأسهم شركات التكنولوجيا والمصانع التي تستفيد من ضعف الين.
  • مؤشر شنغهاي المركب صعد بنسبة 1.13% ليصل إلى 3,316.11 نقطة، بعد أن استأنفت الصين التداولات عقب عطلة طويلة، ووسط ترقب لنتائج المفاوضات مع الولايات المتحدة.
  • مؤشر هانغ سينغ ارتفع 0.70% إلى 22,662.71 نقطة للجلسة الرابعة على التوالي، بقيادة أسهم Meituan وAlibaba وTencent.
  • مؤشر ASX 200 الأسترالي تراجع هامشياً بنسبة 0.08% وسط مخاوف من تباطؤ الطلب الصيني على صادرات السلع.
  • الهند كانت السوق الأضعف نسبياً، حيث تراجع مؤشر Nifty 50 بنسبة 0.33% إلى 24,379.60 نقطة متأثراً بجني الأرباح وضعف السيولة.

ثانياً: الأسواق الأوروبية – عمليات تصحيح وسط ترقب قرارات البنوك المركزية

جاء أداء المؤشرات الأوروبية سلبيًا على نطاق واسع، في ظل تصاعد القلق من استمرار التضخم وضعف النشاط الصناعي:

  • مؤشر Stoxx 600 انخفض بنسبة 0.24% إلى 536.01 نقطة.
  • مؤشر DAX الألماني تراجع بنسبة 0.73% إلى 23,174.68 نقطة، وسط انخفاض أسهم شركات التصدير بسبب قوة اليورو نسبياً.
  • مؤشر CAC الفرنسي فقد 0.36% عند 7,699.88 نقطة.
  • مؤشر FTSE البريطاني تراجع 0.08% فقط إلى 8,589.72 نقطة، مدعوماً بارتفاع نسبي في أسهم الطاقة.
  • FTSE MIB الإيطالي خسر 0.31% ليصل إلى 38,357.60 نقطة.

ثالثاً: الذهب يرتفع رغم قوة الدولار – بحث عن الملاذات الآمنة

  • ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.83% إلى 3,361.90 دولارًا للأونصة، حيث واصل المستثمرون التوجه نحو الأصول الآمنة بسبب التوترات الجيوسياسية وتحركات العملة الأمريكية.
  • قوة الدولار عادة ما تضغط على الذهب، لكن هذه المرة جاءت البيانات التجارية والسياسية لتدعم الارتفاع، في إشارة إلى المخاوف المستمرة من التضخم والركود.

رابعاً: الصين – تفاؤل الأسواق يقابله تباطؤ اقتصادي في القطاع الخدمي

  • مؤشر CSI 300 ارتفع بنسبة 0.77% بعد استئناف التداول عقب عطلة عيد العمال.
  • في المقابل، أظهرت بيانات Caixin لقطاع الخدمات تراجع النشاط إلى 50.7 في أبريل مقابل 51.9 في مارس، وهو أدنى مستوى منذ سبعة أشهر.
  • أسباب التراجع تعود إلى ضعف الطلب الخارجي، تباطؤ التوظيف، وزيادة التكاليف على خلفية استمرار الرسوم الجمركية الأمريكية.

خامساً: العملات الآسيوية تحت ضغط – الدولار الأمريكي يتفوق مجدداً

  • أظهرت مؤشرات العملات ضعفاً واسعاً في آسيا:
    • الدولار التايواني تراجع 3.2%.
    • الدولار الأسترالي هبط 0.15%.
    • الرينغيت الماليزي انخفض بنسبة 0.93%.
    • اليوان الصيني تراجع إلى 7.2209.
  • السبب الرئيسي هو عودة ارتفاع مؤشر الدولار الأمريكي بعد صدور بيانات قوية من قطاع الخدمات الأمريكي (ISM).

سادساً: تايلاند – تحول نادر في التضخم نحو السلبية

  • انخفض معدل التضخم العام بنسبة 0.22% على أساس سنوي في أبريل، وهي أول قراءة سلبية منذ 13 شهراً.
  • في المقابل، ارتفع التضخم الأساسي بنسبة 0.98%، متجاوزاً توقعات السوق.
  • البنك المركزي التايلاندي خفض توقعات النمو لعام 2025 إلى ما بين 1.3% و2%، مقابل 2.9% سابقاً، وأبقى على معدل الفائدة منخفضاً للمرة الثانية على التوالي.

خلاصة تحليلية:

الأسواق تميل حالياً إلى التحرك بناءً على الإشارات السياسية أكثر من البيانات الاقتصادية. أي مؤشرات على تهدئة النزاعات التجارية أو تحفيز نقدي إضافي من البنوك المركزية قد تكون كفيلة بعكس الاتجاهات الهابطة الحالية. ولكن

الحذر يبقى سيد الموقف في ظل التذبذب الحاد وتعدد مصادر القلق.

Related posts

 بيانات متباينة تثير الجدل حول صحة الاقتصاد الأمريكي وسط تراجع في مؤشرات الأسهم

الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا يقودان توجهات الأسواق هذا الأسبوع

معضلة الاحتياطي الفيدرالي: التضخم، والرسوم الجمركية، وضغوط البيت الأبيض.