أنهت الأسهم الأوروبية تعاملات يوم الأربعاء على ارتفاعات طفيفة، في جلسة اتسمت بانخفاض السيولة مع إغلاق مبكر للأسواق بمناسبة عيد الميلاد، حيث فضّل المستثمرون إعادة تقييم أداء عام اتسم بالتقلبات الحادة.
وسجّل مؤشر STOXX Europe 600 ارتفاعًا محدودًا بنسبة 0.02% ليغلق عند 588.87 نقطة، في حين صعد مؤشر DAX الألماني بنسبة 0.23% عند 24,340 نقطة، مدعومًا بأداء إيجابي لعدد من الأسهم الصناعية والتكنولوجية. كما أغلق مؤشر CAC 40 الفرنسي مرتفعًا بنسبة 0.16% عند 8,117 نقطة.
في المقابل، خالف مؤشر FTSE 100 البريطاني الاتجاه العام، متراجعًا بنسبة 0.19% ليغلق عند 9,870 نقطة، وسط ضغوط على بعض أسهم السلع والطاقة. أما مؤشر FTSE MIB الإيطالي فأنهى الجلسة على ارتفاع طفيف بنسبة 0.03% عند 44,606 نقاط.
في أسواق السلع، واصلت الذهب والفضة مكاسبهما القوية هذا الأسبوع، حيث تم تداول الذهب قرب 4,521 دولارًا للأونصة، بينما استقرت الفضة عند 72.36 دولارًا للأونصة، في ظل تزايد الطلب على الأصول التحوطية.
أما في الولايات المتحدة، فقد أظهرت البيانات الاقتصادية أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي نما بنسبة 4.3% في الربع الثالث، متجاوزًا التوقعات، مدعومًا بقوة إنفاق المستهلكين، وهو ما عزز المخاوف من تراجع احتمالات خفض الفائدة في وقت مبكر من عام 2026. ورغم ذلك، استقرت العقود الآجلة للمؤشرات الأمريكية قرب مستوياتها دون تغيّر يُذكر، بعد تسجيل S&P 500 إغلاقًا قياسيًا جديدًا.
ومن المقرر أن تُغلق الأسواق الأمريكية مبكرًا اليوم.
وول ستريت تستقر قرب قمم تاريخية
شهدت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية تداولات هادئة خلال تعاملات صباح الأربعاء، بعد أن أنهت مؤشرات وول ستريت الجلسة السابقة عند مستويات قياسية. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر بنحو 37 نقطة (-0.1%)، فيما استقرت عقود و قرب مستويات الإغلاق دون تغيّر يُذكر.
وكانت المؤشرات الأمريكية قد سجلت رابع جلسة صعود متتالية يوم الثلاثاء، بدعم من أسهم التكنولوجيا الكبرى، حيث قادت شركات مثل Alphabet وNvidia وBroadcom وAmazon المكاسب. وارتفع S&P 500 بنسبة 0.5% ليغلق عند 6,909.79 نقطة، مسجلاً إغلاقًا قياسيًا جديدًا، وبفارق طفيف عن أعلى مستوى تاريخي خلال الجلسة عند 6,920.34 نقطة. كما صعد Nasdaq Composite بنحو 0.6%، في حين أضاف Dow Jones قرابة 79 نقطة (+0.2%).
وجاء هذا الأداء في أعقاب صدور قراءة الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الثالث، والتي أظهرت نمو الاقتصاد بنسبة 4.3%، متجاوزة توقعات الأسواق البالغة 3.2%. وعلى الرغم من أن البيانات القوية دفعت المستثمرين مؤقتًا إلى تقليص رهاناتهم على خفض الفائدة في وقت مبكر من العام المقبل، فإن عقود الفائدة ما زالت تشير،، إلى خفضين محتملين للفائدة بحلول نهاية 2026.
في هذا السياق، يترقّب المستثمرون ما يُعرف بـ**“Santa Claus Rally”**، وهي موجة صعود موسمية تمتد من آخر خمسة أيام تداول في السنة وحتى أول يومين من العام الجديد. ووفق بيانات تاريخية نقلها محللو الأسواق، يحقق مؤشر S&P 500 خلال هذه الفترة متوسط مكاسب يقارب 1.3%، مع تسجيل أداء إيجابي في نحو 78% من الحالات.
وعلى صعيد السياسات، أعلنت الإدارة الأمريكية أنها ستبدأ حجز أجور المقترضين المتخلفين عن سداد قروض الطلاب اعتبارًا من أوائل يناير، في خطوة تُعد الأولى من نوعها منذ جائحة كوفيد، حيث يُقدّر عدد المتعثرين حاليًا بأكثر من 5 ملايين مقترض.
أما في ملف التجارة العالمية، فقد كشفت الولايات المتحدة عن تأجيل فرض رسوم جمركية على واردات أشباه الموصلات الصينية حتى يونيو 2027، مع الإبقاء على الرسوم عند صفر بالمئة لمدة 18 شهرًا، في خطوة فُسّرت على أنها محاولة لخفض حدّة التوتر التجاري بين واشنطن وبكين.
ومن المقرر أن تُغلق بورصة نيويورك أبوابها مبكرًا اليوم بمناسبة عشية عيد الميلاد، على أن تبقى مغلقة كليًا يوم الخميس، ما يُبقي التداولات في نطاقات ضيقة حتى نهاية الأسبوع.