اقتصاد اميركا يتألق ومخاوف البريكست تطحن الإسترليني وتراجعات حادة للاسواق الناشئة

 

المزيد من البيانات الإيجابية صدرت اليوم عن الاقتصاد الأمريكي ليستمر قطار التفوق بدفع الدولار للتقدم في السوق أمام المنافسين وليوصل مؤشره إلى قرب مستويات الـ 97 ولتبلغ ارتفاعاته منذ بداية العام 5.2%

 

فمبيعات التجزئة الأمريكية عن شهر يوليو ارتفعت 0.5% وبدون مبيعات السيارات ارتفعت 0.6%

 

والإنتاجية قفزت 2.9% عن الربع الثاني مما يشير إلى ارتفاع الطلب على منتجات الشركات

 

هذه البيانات نرى أنها ساعدت الفيدرالي في اطلنطا على تأكيد اليوم توقعاته بأن الاقتصاد الأمريكي وفق الناتج المحلي الإجمالي سيسجل نمو في الربع الثالث عند 4.3%

 

ولكن نذكر أيضا أن تكلفة التوظيف انكمشت في الربع الثاني بمعدل 0.9% وفق القراءة الأولية بعدما ارتفعت بشكل مستمر منذ الربع الأول لعام 2014

 

وقد يتم تعديل القراءة لاحقا بشكل إيجابي أو قد تعكس تصحيح بسيط مقارنة بارتفاعات جيدة سابقا

 

بالأمس أظهر مؤشر اعمال الشركات الصغيرة قراءة ممتازة هي الأعلى عند 107.9 مما يعكس استفادة الشركات صغيرة الحجم وليس فقط كبيرة الحجم من هذا الزخم الاقتصادي الأمريكي القوي

 

أما بيانات أوروبا فقد أظهر بالأمس مؤشر ZEW  لاعمال منطقة اليورو وألمانيا استمرار القراءة السالبة التي تعكس استمرار المخاوف ويبدو أنها بسبب الحرب التجارية التي يمكن أن تنشأ بين الولايات المتحدة وأوروبا بالرغم من الاتفاق الأخير بينهما لتجنبها

 

أما في بريطانيا فالأنظار ما تزال تجاه البريكست وبعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية بأن هناك إمكانية للخروج بدون اتفاق فقد استمر الإسترليني اليوم بالتراجع للجلسة الـ 12 على التوالي كأسوأ موجة هبوط منذ عام 2008

 

الإسترليني اليوم سجل أقل مستوى عند 1.2660

 

الأمر الذي استمر بالضغط سلبا على اليورو الذي كاد أن ينزلق دون الـ 1.13 في تداولات اليوم حيث كما اشرنا سابقا أن البريكست غير المنظم سيجبر المركزي الأوروبي على عدم رفع الفائدة في عام 2019 بالكامل

 

التباطؤ أيضا ظهر بالأمس في بيانات صينية هامة كالاستثمار بالاصول الثابتة التي تراجع نموها إلى 5.5%

 

والإنتاج الصناعي السنوي عند 6.0% ومبيعات التجزئة عند 8.8% وقد كانت كلها عند مستويات أعلى بكثير في السنوات الماضية الأخيرة

 

مما يعكس تأثر الاقتصاد بعملية تنظيف المؤسسات المالية الصينية من الديون الرديئة والقيود على الإقراض التي فرضت والتحول من اقتصاد يعتمد على التصدير إلى اقتصاد يعتمد على الاستهلاك المحلي

 

تراجع البيانات الصينية دفع الدولار الأسترالي ليسجل أقل مستوى بتداولات اليوم عند 0.7201 والنيوزلندي 0.6543

 

ولا ننسى التراجعات في أسواق اسهم الاقتصادات الناشئة فوفق مؤشر  MSCI  المؤشر متراجع 10% منذ بداية العام ومتراجع 20% من قمة يناير هذا العام

 

مما أثار المخاوف في أسواق الأسهم الأخرى حيث مؤشرات الأسهم في أوروبا واميركا شهدت تراجعات أيضا

 

أسعار النفط وفق المخاوف بشأن الأداء في اقتصادات الدول الناشئة وجدت فرصة للتراجع اليوم وخاصة بعدما ارتفعت المخزونات الأمريكية من النفط الخام بما يزيد عن 6 ملايين برميل

 

سعر الخام الأمريكي كان قد تراجع إلى  64.51 $ وبرنت هوى إلى 70.30 $ بتراجعات تجاوزت الـ 2%

 

أما الليرة التركية فقد انتعشت اليوم وتراجع الدولار أمامها بـ 5% عند 6.04 ليرة

 

وذلك بعد أن صرح متحدث الرئاسة التركية أن اتصال هاتفي جمع اردوغان بالمستشارة الألمانية ميركل أكدت به الأخيرة على أن استقرار الاقتصاد التركي مهم لألمانيا

 

وقد قال المتحدث أيضا أن الاتصالات مع واشنطن ستستمر ويبدو أن الهدف منها إيجاد توافق وتجنب فرض عقوبات أمريكية جديدة

 

أيضا فقد صدر عن معهد التمويل الدولي أن الليرة حاليا أقل من قمتها العادلة وفق الأساسيات الاقتصادية حيث يرى المعهد أن السعر العادل بين 5 إلى 5.5 ليرة

 

الصورة العامة:

البيانات تدعم ارتفاعات الدولار الأمريكي أمام العديد من العملات ولكن بنفس الوقت بدأ السوق العالمي يشعر بخطورة تراجعات أسواق اسهم الاقتصادات الناشئة التي يمكن أن تدق جرس الإنذار لدى الفيدرالي لإبطاء وتيرة رفع الفائدة مما رفع الين اليوم 0.5% والفرنك 0.1%

 

البريكست من جهة أخرى عامل ضغط سلبي على الإسترليني واليورو مما يساعد مؤشر الدولار للارتفاع أكثر في حال تعثرت مفاوضاتها أو بمجرد تفاقم المخاوف بشأنها

 

الليرة تبقى مرهونة بتحسن العلاقات بين تركيا وواشنطن بالدرجة الأولى وهو أمر صعب التنبؤ به أيضاً

 

الملاذات الآمنة ما تزال معرضة للارتفاع بشكل كبير في أي وقت تصبح به المخاوف حقيقة أي كخروج بريطانيا دون اتفاق مع أوروبا أو تراجعات للدولار تحت اعلان الفيدرالي ابطاء وتيرة رفع الفائدة بسبب مخاوفه من أثر ارتفاعات الدولار.

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الاسواق

 

 

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية