ينتهي الربع الثالث من هذا العام ونتجه نحو فترة حاسمة في الربع الرابع تحمل معها الكثير من التأثيرات الهائلة على الأسواق
وهنا نبدأ بالحديث عن اغلاقات الربع الثالث ودلالاتها
ففي سوق العملات وخاصة لمؤشر الدولار الأمريكي فيقترب من انهاء الربع الثالث على ارتفاع طفيف عند حوالي 0.4% متراجعا من وتيرة نمو الربع الثاني عند 5.18% مما يشير إلى أن السوق بات يطرح تساؤلات عدة حول مدى إمكانية استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية!
أما اليورو فيتجه لإنهاء الربع الثالث عند تراجع طفيف بما يقارب الـ 0.5% ويشير إلى تباطؤ في التراجع مقارنة بالربع الثاني عند 5.17% وأيضا فقد حقق في سبتمبر نوع من الاستقرار وفي آخر 4 اشهر استقر بشكل عام في نطاق محدود مما يعكس تشبع السوق من فكرة بيعه بشكل أكبر نوعا ما
الإسترليني في الربع الثالث بخسارة بحوالي 1.2% ولكنها أقل من خسارة الربع الثاني عند 5.76% والأهم أن الإسترليني سجل أول ارتفاع شهري له بعد 5 اشهر متتالية من الخسائر مما يعطي إشارات متباينة حوله وبالرغم من ذلك إلا أنها تعكس ترقب السوق الكبير لما يحمله الربع الأخير من أهمية حول مفاوضات البريكست والتي لها بالغ الأهمية على سعره
الدولار الأسترالي بدوره سجل التراجع الربع سنوي الرابع على التوالي بالرغم من ارتفاعه في شهر سبتمبر ويبدو الضعف جراء ارتباطه بضعف بيانات الصين مؤخراً
أما الدولار أمام الين فقد ارتفع في الربع الثالث بما يقارب 2.5% وكان في الربع الثاني ارتفع 4.14% مما يعكس الضعف في بيانات اليابان واستمرار برامج التحفيز التي لا إشارة الى نهايتها وخاصة بعد تمديد بقاء شينزو ابي في منصبه مؤخرا إلا أن الين يقترب من مستوى حاسم عند 114 حيث فشل بالوصول إلى 115 منذ مارس 2017
الذهب:
سجل تراجعا في الربع الثالث بمعدل يقارب الـ 5% وكان قد تراجع في الربع الثاني بمعدل 5.4% إلا أنه في سبتمبر سجل أقل نسبة هبوط شهرية في آخر 5 اشهر مما يشير إلى تباطؤ في وتيرة الهبوط مؤخرا
النفط:
الأمريكي وبالرغم من كل ارتفاعاته الأخيرة إلا أنه متراجع بحوالي 1% في الربع الثالث بعد سلسلة ارتفاعات في الارباع الأربعة التي سبقته إلا أنه في سبتمبر قفز بحوالي 5% كأعلى معدل ارتفاع في آخر 3 أشهر مما يعكس الميل للاتجاه الصاعد الذي يسير في السوق حاليا
برنت بدوره ارتفع بحوالي 4% وهو الارتفاع الربع السنوي للربع الخامس على التوالي وقفز في سبتمبر بما يقارب الـ 7% مما يعكس أيضا الميل الأخير الصاعد للسعر
مؤشرات الأسهم:
الامريكية:
الداو جونز حقق ارتفاع في الربع الثالث بمعدل يقارب الـ 9% وفي سبتمبر سجل ارتفاع يقارب الـ 2% ولكنه الأقل في الأشهر الـ 3 الأخيرة مما قد يشير لتباطؤ وتيرة الارتفاع
أما مؤشر اس اند بي 500 فقد حقق في الربع الثالث ارتفاع بحوالي الـ 7% إلا أن الأداء في شهر سبتمبر اكتسب ضعف في المؤشر من حيث الارتفاعات مما يعكس أيضا الحاجة لطرح التساؤلات حول مستقبل هذه الارتفاعات وخاصة بعد الوصول مؤخرا لمستويات قياسية
أما مؤشر ناسداك المركب فقد سجل في الربع الثالث ارتفاع بحوالي الـ 7% وهو الارتفاع الربع سنوي التاسع على التوالي ولكنه في سبتمبر سجل أسوأ أداء في آخر 6 اشهر حيث سجلت تراجعات حتى قبل اغلاق السوق بساعتين بحوالي 0.73% !
ذلك يدل على المخاوف من مستقبل الاتجاه الصاعد لمؤشرات الأسهم الأمريكية في الفترة المقبلة التي تحمل انتخابات الكونجرس النصفية في 6 نوفمبر
والتي قد تخلق عاصفة سياسية في واشنطن وخاصة في حال فاز الديموقراطيين بمجلسي الكونجرس ولا ننسى مخاوف بشأن تأثير الحرب التجارية على قطاعات معينة وأيضا التوترات مع ايران والبريكست وتراجعات أسواق الاقتصادات الناشئة وعملاتها وأثر ذلك على الطلب العالمي للسلع والخدمات!
الأوروبية:
داكس الألماني تراجع في الربع الثالث بحوالي 0.5% واستمر بالأداء الهزيل في الأشهر الماضية والترنح بين الهبوط والارتفاع
وهذا الترنح أيضا امتد لمؤشر كاك 40 الفرنسي بالرغم من انه ارتفع في الربع الثالث 3% وكان في الربع الثاني ارتفع أيضا 3%
وبشكل عام فسجل مؤشر ستوكس 600 الذي يقيس عدد كبير من أبرز الشركات هناك ارتفاع في الربع الثالث بمعدل 0.85% ولكنه في سبتمبر سجل ارتفاع فقط بـ 0.25%
مؤشر فوتسي 100 البريطاني سجل في الربع الثالث تراجع 1.65% ويستمر أيضا بالتأرجح الشهري بسبب مخاوف البريكست
تراجع الثقة لدى المستهلكين والمستثمرين في أوروبا منذ الربع الثاني شكلت أسباب تأرجح مؤشرات الأسهم هناك
أما مؤشر MSCI للأسواق الناشئة فقد تراجع في الربع الثالث بمعدل 1.7% وكان في الربع الثاني قد فقد 8.6% ولا ننسى أنه فقد من قمته هذا العام 20%
نظرة عامة واستشراف للمستقبل في الربع الرابع:
من الاغلاقات التي شهدناها في الربع الثالث فإنه من الواضح تباطؤ وتيرة تراجع العملات أمام الدولار الأمريكي كون السوق يرفض المبالغة برفع الدولار الأمريكي لعدة أسباب
منها داخلية في اميركا كإمكانية تباطؤ التضخم أو الظروف السياسية الداخلية وبالتالي حدوث تمهل للفيدرالي بشأن رفع الفائدة أو بسبب خارجي وهو أن ارتفاعات الدولار وأثرها السلبي على الأسواق الناشئة ستنعكس على الاقتصاد الأمريكي لاحقا بشكل سلبي
وفي ظل المخاوف من القادم من احداث هامة كالبريكست وانتخابات الكونجرس الأمريكي وعقوبات على ايران وحرب تجارية بين اكبر اقتصادين وضعف عملات وأسواق اسهم الدول الناشئة مصحوبة بارتفاع أسعار النفط كلها تشكل مخاطر على أسواق الأسهم العالمية
وبالتالي شهدنا في سبتمبر تحديدا نوع من التراجع في الزخم مما قد يشير لإمكانية استمرار ذلك وتفاقمه في حال صدور أي عامل سلبي في الربع الأخير من العام وبالتالي قد يعود ذلك لدعم أسعار الأصول التي يصنفها السوق انها آمنة نسبيا كالين والفرنك والذهب والسندات
الإشارات التي رأيناها عن اغلاقات الربع الثالث وشهر سبتمبر هامة جدا ولكن حالة عدم اليقين الكبيرة بشأن كل المخاطر المنتظرة تجعل التأكد من اتجاهات الأصول أمر بغاية الصعوبة.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق