تشهد الأسواق حالة من الهدوء وسط امتصاص الأسواق الحالة السلبية التي دخل فيها الاقتصاد العالمي وفي الوقت الحالي تصعد الأسواق بوتيرة بطيئة وهادئة بسبب امتصاص سوق الأسهم حالة الهبوط القوي الذي حدث العام الماضي وهو ما يرجح كما ذكرنا في التقارير السابقة أن العام الجاري سيشهد نوع من أنواع الصعود البطيء لاعادة اختبار المستويات الاعلى للاتجاه الصاعد لسوق الأسهم، وسترى ذلك في المؤشرات الامريكية فبالنظر الى مؤشر ستاندرد اند بورز مثلاً سترى أن الحركة الصاعدة الحالية هي حركة صاعدة بعد حركة هابطة قوية مما يرجح أنه سيكون هناك هبوط جديد لسوق الأسهم الامريكي ولكن بعد اكتمال الحركة الصاعدة الحالية على أن يكون الهبوط الجديد مكمل للتصحيح المركب المكون من ثلاث حركات كما هو معروف في علم التحليل الفني.
لماذا اذا تصعد الأسوق، وهل صعود الأسواق يعني حل مشكلات الاقتصاد؟!
يجب أن تفرق بين الاقتصاد بشكل عام وبين سوق الأسهم وتحركاته، نعم تحركات الأسهم تعكس قوة أو ضعف الاقتصاد ولكن هذا على المدى البعيد أما على المدى القصير فتحركات الأسهم تخضع لأكثر من عامل مؤثر وأهمها المضاربات التي تحدث في الأسواق بشكل مستمر، فصعود الأسهم الحالي يعكس رؤية المضاربين على المدى القصير والذين يروا أن السوق لن يهبط من المستويات الحالية بسبب انتهاء موجة البيع القوية وهو ما يعني انتهاء سيطرة القوى البيعية على السعر، مما يعني أنه لا يوجد مزيد من البائعين في الأسواق وهو ما يرجح كافة القوى الشرائية في الوقت الحالي لذلك تصعد الأسواق بهذا الشكل البطيء، وهذا الضعف المسيطر على حركة السعر يعني أن المستثمرين مازالوا في مرحلة من مراحل الحيرة والتخوف، مما يعني ان الأسواق قد تهبط مرة اخرى مع اقتراب انتهاء العام الجاري.
البورصة تفعل ما يراه المشترون والبائعون.
يجب أن تعلم ان سوق البورصات يتحكم فيه عملية العرض والطلب، وعملية العرض والطلب هذه تتحدد بناءاً على رؤية الأفراد والمؤسسات في أي سوق، أي البائعين والمشترين بمعنى أدق، لذلك لا تتسائل كثيراً لماذا لا يهبط السوق أو يصعد لأنك لن تجد اجابة مقنعة في معظم الأوقات، وهذه الحيرة تأتي من رؤية المضاربين والمستثمرين، فعندما يرى كل جانب أن السعر الحالي جيد للشراء أو البيع فهم يتصرفون على هذا الأساس ولكلاً منهم قناعاته الاستثمارية لذلك ترى الاسواق تصعد في أوقات ضعف الاقتصاد كما يحدث الان وتتسائل اليس هذا غير منطقي؟ ربما يكون غير منطقي ولكن اذا أردت تحقيق أرباح في هذا المجال الاستثماري يجب أن تتصرف بشكل مرن وتتماشى مع ما يحدث ولا تترك نفسك فريسة للتفكير الكثير والدقيق الذي يحاول دائماً العقل البشري الدخول فيه، نعم المنطق أساس كل شيء ولكن ربما يكون هذا واضح اكثر على المدى البعيد، أما على المدى القصير كما ذكرنا فتحركات السوق تخضع لعملية من عمليات التحركات العشوائية والغير منطقية الى أن يصل السوق الى منطقة تلاقي العرض والطلب المناسبين لكلاً من البائع والمشتري، في رحلة وصول الاسواق الى هذه المستويات سترى كثير من العشوائية وهو ما يجعل التداول على المدى القصير أصعب قليلاً من الاستثمار على المدى البعيد.
الذهب مازال في اتجاه صاعد.
أما عن أسعار الذهب فمازالت قوية متماسكة عند مستويات ال 2000 دولار للأونصة، ومازالت احتمالات اختراق هذا المستوى وتحقيق مستويات تاريخية جديدة مرتفعة للغاية في الاوقات الحالية، ولكن قد يشهد الذهب اختراق هذا المستوى الشهر الجاري أو الاشهر القادمة لا أحد يستطيع أن يجزم متى سيرتفع الذهب بالضبط ولكن يجب أن تنظر الى الذهب في الوقت الحالي على أنه في اتجاه صاعد الى أن تنتهي ازمة الاقتصاد العالمي بشكل كامل ويتراجع مستوى التضخم الى اهداف الفيدرالي وهو مالم يتحقق الى الأن، فكلما ظل التضخم مرتفع كلما ظلت المخاطر مرتفعة مما يعني ان الذهب سيظل متماسك عند مستويات مرتفعة خوفاً من حدوث اية كوارث اقتصادية في الأسواق.