عطفا على تقريرنا السابق فقد قفزت مؤشرات الأسهم الأمريكية بشكل حاد اليوم الأربعاء بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عبر منصة “تروث سوشيال” عن تأجيل تنفيذ بعض الرسوم الجمركية التي وصفها بـ”المتبادلة” لمدة 90 يومًا، مع خفضها مؤقتًا إلى 10%، باستثناء الصين التي شملها رفع إضافي للرسوم إلى 125% بسبب ردها الأخير.
كما أوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت، الذي أكد أن الرسوم على جميع الدول – باستثناء الصين – ستُعاد إلى معدل 10% خلال فترة التفاوض، ما يسمح بخلق بيئة إيجابية لإنجاز الاتفاقات.
وأوضح بيسنت أن هذه المهلة البالغة 90 يومًا تهدف إلى تمكين الولايات المتحدة من التفاوض مع كل دولة على حدة، وأشار إلى أن الرئيس ترامب سيكون طرفًا مباشرًا في هذه النقاشات. وأضاف أن “كل تفاوض سيكون مخصصًا ومختلفًا بحسب الطرف المقابل”، ما يعزز فرص التوصل إلى تفاهمات سريعة ومرنة.
رد فعل السوق كان سريعًا وقويًا:
- مؤشر S&P 500 ارتفع بنسبة 8% الى 5433 نقطة، في أكبر مكاسب يومية منذ خمس سنوات.
- مؤشر داو جونز الصناعي صعد 2660 نقطة أو 7.3%، 40339 نقطة وهي أعلى مكاسب منذ عام 2020.
- مؤشر ناسداك 100 قفز بنسبة 10% حتى 18997 نقطة.
الأسهم التي كانت تحت ضغط كبير نتيجة التوترات التجارية قادت موجة الارتفاع، حيث قفزت أسهم أبل بأكثر من 12%، وإنفيديا بأكثر من 14%، وارتفعت أسهم وولمارت بنسبة 10%.
هذا التحول الحاد في اتجاه الأسواق يعكس التفاؤل بإمكانية الوصول إلى حلول تفاوضية تقلل من وطأة الحرب التجارية، خاصة مع تأكيدات من الإدارة الأمريكية بأنها مستعدة للتفاوض مع الدول بشكل منفصل، بما يفتح المجال أمام تخفيض أو حتى إلغاء الرسوم مستقبلاً، في حال أبدت الدول المعنية تجاوبًا. ويبدو أن الأسواق قرأت بين السطور وجود استعداد من الصين أيضًا للتراجع عن التصعيد، مما قد يُمهّد لمرحلة جديدة من الانفراج التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم.
