استراتيجية النفط السعودية تُغير مسارها وتُؤثر على الأسعار وتُعيد صياغة آفاق أسواق الطاقة

ابتعدت المملكة العربية السعودية عن دورها التقليدي كقوة استقرار في أسواق النفط العالمية، واختارت بدلاً من ذلك استراتيجيةً فعّالة تهدف إلى فرض انضباط أوبك+ وتوسيع حصتها السوقية. لهذا التحول تداعياتٌ كبيرة على أسعار النفط، وامتثال أوبك+، والمستثمرين الذين يشغلون مراكز في قطاع الطاقة.

السعودية تُغرق السوق بالطلب للضغط على أعضاء أوبك+ غير الملتزمين
بعد إحباطها من تجاوز أعضاء أوبك+، مثل العراق وكازاخستان، لحدود الإنتاج، اختارت المملكة العربية السعودية زيادة الإنتاج بدلاً من التفاوض. وقد أضافت المملكة 411 ألف برميل يوميًا في يونيو، عقب زيادة مفاجئة في أبريل بلغت ثلاثة أضعاف حجمها المخطط له. وبحلول نوفمبر، يُمكن للمملكة العربية السعودية أن تُطلق ما يصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا – أي ما يُقارب 2.5% من الطلب العالمي. وتهدف هذه الزيادة الحادة في العرض إلى الضغط على المخالفين ماليًا واستعادة الانضباط داخل الكارتل.

التوافق السياسي مع الولايات المتحدة يُعزز جهود زيادة العرض.
تدعم العوامل السياسية إعادة التوازن الاستراتيجي. فقد سعى الرئيس ترامب إلى خفض أسعار الطاقة لتخفيف الضغوط التضخمية على المستهلكين الأمريكيين. ولا يُساعد استعداد المملكة العربية السعودية لزيادة الإنتاج أجندة ترامب المحلية فحسب، بل يمنح الرياض أيضًا غطاءً دبلوماسيًا لموقفها الأكثر جرأة في السوق.

أسعار النفط تحت ضغط مع تزايد مخاوف الطلب
العقود الآجلة للنفط الخام .

1.png 39.94 KB


انخفضت أسعار النفط الخام بالفعل إلى ما دون 60 دولارًا للبرميل – وهو أدنى مستوى لها في أربع سنوات – وسط تزايد المعروض ومخاوف من ضعف الطلب. وتُفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، إلى جانب موسم قيادة صيفي غير مستقر، من مخاطر التراجع. على المدى القريب، يواجه السوق رياحًا معاكسة مستمرة مع دخول براميل جديدة إلى سوق قد لا يكون قادرًا على استيعابها بسرعة.

المدى المتوسط ​​يتوقف على الامتثال ووحدة أوبك+
ستختبر الأشهر الستة إلى الثمانية عشر المقبلة استراتيجية المملكة العربية السعودية. إذا تراجع المنتجون غير الملتزمين، فقد تُستأنف تخفيضات الإنتاج، مما يُسهم في استقرار السوق. إلا أن استمرار التحدي قد يُشعل حرب أسعار أوسع نطاقًا، مما يُضغط على جميع المنتجين – وخاصةً العمليات عالية التكلفة. ينبغي على المستثمرين مراقبة مستويات الامتثال عن كثب بحثًا عن أي مؤشرات على تحول في السوق.

توقعات السوق: اتجاه هبوطي على المدى القصير مع تقلبات مقبلة
نظرًا لتزايد حالة عدم اليقين بشأن العرض والطلب، لا تزال التوقعات قصيرة الأجل للنفط سلبية. يتوقع المتداولون تقلبات متزايدة مع سعي المملكة العربية السعودية للامتثال وإعادة تقييم الأسواق للطلب. تُرجّح المخاطر على المدى القريب استمرار ضغوط الأسعار، لكن المنتجين المنضبطين وشركات التشغيل منخفضة التكلفة قد يتفوقون في الأداء إذا بدأت عملية إعادة التوازن تترسخ في وقت لاحق من العام.

Related posts

الرؤية الفنية للذهب وتوقعات الأسعار هذا الاسبوع.

الرؤية الفنية للدولار الأمريكي مقابل اليورو والاسترليني.

توقعات أسعار الذهب خلال تداولات هذا الاسبوع