ارتفاع التضخم في اميركا وتراجعه في أوروبا يكسب الدولار اليوم المزيد من الزخم

 

ظهرت اليوم العديد من البيانات الهامة في بداية أسبوع حافل بالأحداث المؤثرة على الأسواق العالمية إلا أن الانطباع العام بين استمرار زخم نمو الاقتصاد الأمريكي والأوروبي والصيني أيضاً ولكن المفاضلة كانت في انعكاس بيانات التضخم في تلك الاقتصادات

حيث بينت اليوم قراءات شهر مارس بأن مؤشر أسعار النفقات الاستهلاكية الشخصية الأمريكي السنوي قد ارتفع من 1.7% إلى 2.0% وهو الأعلى منذ فبراير لعام 2017

أما المؤشر المتعلق بشهر مارس فقط فبقي دون تغير ولم يرتفع بينما المؤشر الأساسي السنوي ارتفع 1.9% من مستوى 1.6% ولشهر مارس ارتفع 0.2%

أما الدخل الشخصي فنما 0.3% والانفاق الشخصي نما 0.4% وهي بيانات قوية لا شك في ذلك

 

أما في منطقة اليورو فقد كانت مؤشرات الإقراض جيدة حيث ارتفع معدل الإقراض للمؤسسات غير المالية بمعدل 3.3% على أساس سنوي وهي ثاني أفضل قراءة منذ عام 2009

أما معدل اقراض الأفراد فسجل نمواً سنويا عند 3.0% وهو الأعلى منذ عام 2009

بالمقابل فقد تراجع نمو المعروض النقدي M3  السنوي لمنطقة اليورو من 4.2% إلى 3.7% ونرجع ذلك بسبب خفض البنك المركزي الأوروبي في أوقات سابقة معدل مشترياته من الأصول مما يعني توفير معروض أقل من الأموال

أما بيانات التضخم الأوروبية فقد ظهرت في المانيا بأقل من التوقعات حيث سجل مؤشر HICP  السنوي معدل نمو عند 1.4% كقراءة أولية حيث كانت التوقعات عند 1.5% عن شهر ابريل بانكماش 0.1% للشهر ذاته

أما في إيطاليا فسجلت القراءة السنوية التمهيدية 0.6% بأقل من التوقعات عند 0.7% وأما لشهر ابريل ذاته فسجلت 0.5% بأقل من التوقعات عند 0.7%

وما تزال البيانات الألمانية تظهر ضعفاً يعود جزء منه إلى مخاوف فرض رسوم أمريكية على السلع الألمانية

حيث سجلت اليوم قراءة شهر مارس لمبيعات التجزئة انكماش 0.6% وهو الانكماش الشهري الرابع على التوالي بالرغم من أن القراءة السنوية سجلت نمواً عند 1.3% إلا أن التراجع الشهري بات يخيف نوعا ما من استمرار تأثر الاقتصاد بالرسوم وارتفاع اليورو الذي حدث مع بداية العام وخاصة بعدما تراجعت مؤشرات ZEW  التي صدرت خلال الأيام الماضية

البيانات الأوروبية تعكس ضعف أداء متوقع في بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الأول ولكن التركيز يبقى تدريجياً على بيانات شهري ابريل ومايو قبل اجتماع البنك المركزي الأوروبي الهام منتصف يونيو

 

أيضا صدرت اليوم بيانات كندية تعبر عن ارتفاع التضخم من ناحية قراءات أسعار المنتجين حيث ارتفع سنويا لنهاية مارس بمعدل 2.3% وشهريا بمعدل 0.8% مما يتوقع أن يؤثر إيجابا على بيانات مؤشر أسعار المستهلكين وقد يدعم توقعات رفع الفائدة مجددا وبشكل قريب من قبل البنك المركزي الكندي

 

وفي انباء أخرى فاستمر الاقتصاد الصيني بعكس أداء جيد عن شهر ابريل وفق قراءة مديري المشتريات الصناعية التي سجلت 51.4 والخدمي عند 54.8

 

أما مؤشر توقعات الأعمال في نيوزلندا فتراجع للشهر الثاني على التوالي وما يزال بعيد عن مستوياته الجيدة السابقة التي سجلها منتصف العام الماضي مما زاد الضغط السلبي على الدولار النيوزلندي بانتظار بيانات سوق العمل التي تصدر فجر يوم الأربعاء

 

الدولار الأسترالي أيضا تراجع اليوم بانتظار قرار الاحتياطي الأسترالي صباح الغد والمتوقع أن يبقي معدل الفائدة دون تغير

 

أبرز الأحداث التي نترقبها هذا الأسبوع أيضا اجتماع الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء ويصدر القرار الساعة 21:00 بتوقيت الكويت

احتمالية إبقاء معدل الفائدة عند المستويات الحالية دون تغير في اجتماع يوم الأربعاء المقبل عند 92% وبالتالي من الصعب رفع معدل الفائدة

وأيضا كون بيانات سوق العمل تصدر الجمعة أي بعد الاجتماع

 

سنتابع أيضا بيانات بريطانيا التي نما اقتصادها في الربع الأول بمعدل هش عند 0.1% وفق القراءة الأولية

ومن جهة أخرى فإن مفاوضات البريكست لم تحرز تقدماً في الأسبوعين الماضيين حيث بقيت الخلافات مستمرة حول عدة أمور مع مطالب أوروبية بتعجيل الاتفاق حول الحدود مع ايرلندا مما ابقى الإسترليني تحت الضغط حتى الآن

 

 

مؤشرات الأسهم الأمريكية تراجعت حتى اعداد التقرير بسبب المخاوف من اجتماع الفيدرالي الأمريكي وبعد ارتفاعات حققتها في الأيام الماضية

عوائد السندات الأمريكية لأجل 10 أعوام تراجعت اليوم بنقطة ونصف النقطة الأساس إلى 2.941%.

 

 

نورس حافظ

كبير استراتيجي الأسواق

 

 

Related posts

حالة من التباين في الأداء نتيجة تأثرها بعدة عوامل اقتصادية وجيوسياسية

 نتائج شركة NVIDIA للربع الأخير

تراجع جديد للأسهم الأمريكية والأوروبية وسط استمرار المخاوف الجيوسياسية