شهد نهاية الأسبوع موجة متصاعدة من الأخبار الإيجابية التي خففت من حدة التوترات التي أثقلت كاهل الاقتصاد العالمي خلال السنوات الماضية. أبرز هذه التطورات كان التوصل إلى اتفاق مبدئي بين الولايات المتحدة والصين، يهدف إلى تخفيف الحرب التجارية الطويلة، إلى جانب عرض روسي للتفاوض المباشر بشأن الحرب في أوكرانيا، وانتهاء الاشتباكات بين الهند وباكستان. هذا المناخ العام من التهدئة يبعث برسائل طمأنة قوية إلى الأسواق العالمية.
تفاصيل الاتفاق الأميركي – الصيني:
- المشاركون:
الاتفاق تم التوصل إليه في لقاء رفيع المستوى في سويسرا بين الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ، إلى جانب وزراء ومسؤولين كبار من الجانبين. - النتائج المعلنة:
- الاتفاق وصف بأنه “بداية ناجحة” نحو خفض العجز التجاري الأميركي البالغ 1.2 تريليون دولار عالميًا، و300 مليار دولار مع الصين تحديدًا.
- الصين أبدت استعدادًا أكبر لفتح أسواقها أمام الشركات الأميركية وتعديل بعض السياسات التجارية التي كانت محل خلاف.
- غياب التفاصيل حول تقليص الرسوم الجمركية، لكن الاتفاق أشار إلى نية الجانبين التدرج في خفض التعريفات التي تجاوزت 100% سابقًا.
- أجواء إيجابية:
التصريحات الأميركية كانت مشجعة للغاية، حيث وصف ترامب التقدم بأنه “كبير”، وقال هاسيت إن “كل طرف متحمس لإعادة ضبط العلاقات بطريقة بناءة” وبقية التفاصيل ستعلن غدا الاثنين.
التأثير على الأسواق العالمية:
1. الأسهم:
- من المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية والصينية، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والصناعة التي تضررت من الرسوم الجمركية.
- التفاؤل سيشجع تدفق رؤوس الأموال إلى الأسواق الناشئة والأسهم ذات المخاطر العالية.
2. العملات:
- الدولار الأميركي قد ينتعش بشكل طفيف كمُكوّن ملاذ آمن، إذا ازداد تفاؤل السوق بتراجع التوترات.
- اليوان الصيني مرشح للارتفاع، بدعم من استقرار التجارة وزيادة انفتاح السوق المحلي.
3. السلع:
- تحسن العلاقات التجارية يدعم أسعار النفط والمعادن الصناعية، مع توقعات بزيادة الطلب العالمي.
4. الملاذات الآمنة: الأثر المتوقع
مع انحسار المخاوف الجيوسياسية والتجارية، من الطبيعي أن تتأثر الملاذات الآمنة سلبًا نتيجة تحوّل شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى:
- الذهب:
- من المرجح أن يتعرض لضغوط بيعية في المدى القصير، نتيجة تراجع الطلب على التحوّط.
- لكن أي تباطؤ في تنفيذ الاتفاق أو توتر جيوسياسي جديد قد يعيد الدعم للمعدن الأصفر.
- الين الياباني والفرنك السويسري:
- سيواجهان ضعفًا نسبيًا في حال استمرار الإيجابية في السوق، خصوصًا أمام الدولار واليورو.
- الين تحديدًا قد يتراجع لصالح العملات المرتبطة بالنمو مثل الدولار الأسترالي والكندي.
- سندات الخزانة الأميركية:
- العائدات مرشحة للارتفاع نتيجة خروج المستثمرين من أدوات الدين الحكومي لصالح الأسهم والأصول الأعلى عائدًا.
الاتفاق الأميركي الصيني، إلى جانب تطورات إيجابية كعرض بوتين للتفاوض وانتهاء التوتر بين الهند وباكستان، يخلق بيئة جديدة من التفاؤل الحذر في الأسواق العالمية. ورغم أن الطريق لا يزال طويلًا أمام التنفيذ الكامل، إلا أن التوجهات العامة تشير إلى تحول استراتيجي نحو خفض المخاطر وتعزيز الاستقرار، مما يجعل المرحلة المقبلة واعدة للأسهم وضعيفة نسبيًا للملاذات الآمنة.