بالآونة الأخيرة تراجعت أسعار النفط على المدى المتوسط لأكثر من سبب قد ناقشناهما من قبل، ولكن بسبب التوترات الإيرانية مع أمريكا وحلفاؤها، لاسيما بعد استيلاء الحرث الثوري الإيراني على ناقلة نفط بريطانيا، فإن النفط يشهد ارتفاعًا بجلسة اليوم الإثنين. فهل هذا الارتفاع سوف يستمر؟ أم أن الأمر مجرد صدمات كهربائية في جسد هالك؟
الحقيقة، والتي يؤكدها الكثير من خبراء تداولات النفط، أن تلك التوترات بمضيق هرمز ليست الأولى من نوعها، وأن على مر العقود السابقة قد حدث مثلها الكثير، والتاريخ أيضًا يذكر أن تلك التوترات لم تؤثر من قبل على أسعار النفط على المدى المتوسط أو البعيد، وإنما تأثيرات على المدى القصير، او بمعنى أدق على الإطار اليومي للتداول. هذا ما يحدث اليوم للنفط، فالارتفاع الجاري اليوم مجرد ردة فعل وقتية على تلك التوترات، ولكن الصورة الأعم والأشمل تأتي من مخزونات النفط للدول غير المشتركة في أوبك.
هنا تأتي المعضلة، فأوبك تحاول رفع أسعار البترول من خلال خفض الإنتاج، وهو ما أقرته في بداية الشهر من مد اتفاقية خفض الإنتاج حتى مارس العام القادم، ولكن يبدو أن أوبك تنفُث في قربة ممزقة، حيث أن مخزونات النفط للدول من خارج أوبك تستمر في التصاعد، ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الدول خارج أوبك 2 مليون برميل يوميًا من هذا العام، ثم يرتفع هذا الإنتاج إلى 2.4 مليون برميل يوميًا العام القادم.
تلك هي الحقيقة ومفتاح اللعبة بالنسبة للنفط، فالمخزونات هي المتحكم الأكبر في الأسعار، وليست الأخبار الوقتية.