تشهد الأسواق العالمية في الأيام الأخيرة تطورات جوهرية قد تعيد تشكيل مشهد المخاطر والفرص الاستثمارية. فمن جهة، أبرمت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقًا مع شركتي Nvidia وAMD يتيح لهما استئناف تصدير رقائق متقدمة إلى الصين مقابل رسوم بنسبة 15% من الإيرادات لصالح الحكومة الأميركية، ما يعيد فتح سوق استراتيجي ضخم أمام الشركتين. ومن جهة أخرى، تلوح في الأفق إمكانية تحقيق اختراق سياسي في الحرب الروسية – الأوكرانية من خلال محادثات مرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة في ألاسكا، الأمر الذي يرفع سقف توقعات المستثمرين بانفراجة جيوسياسية قد تقلل التوترات العالمية.
أولاً: اتفاق Nvidia وAMD وإعادة الانفتاح على السوق الصيني
تفاصيل الاتفاق
- نسبة الاقتطاع: 15% من الإيرادات من المبيعات للصين تُحوَّل للحكومة الأميركية.
- المنتجات المشمولة:
- Nvidia: شريحة H20 المخصصة لتلبية معايير التصدير.
- AMD: شريحة MI308.
- المقابل: تراخيص رسمية لتصدير هذه الرقائق إلى الصين.
الدلالات الاقتصادية
- يتيح الاتفاق للشركتين استعادة مليارات الدولارات من المبيعات المحتملة التي كانت ممنوعة سابقًا.
- رغم كونه “ضريبة عند المصدر”، إلا أن السوق ينظر إليه على أنه أفضل من فقدان السوق الصيني لصالح المنافسين المحليين مثل Huawei.
- إشارة إلى أن الولايات المتحدة، رغم القيود التكنولوجية، ما زالت ترى في التعاون التجاري المشروط أداة لموازنة المنافسة الجيوسياسية.
أثره على معنويات المخاطرة
- عودة صادرات الرقائق تعني تحسن تدفقات الإيرادات، ما يدعم أسهم التكنولوجيا.
- الاتفاق يعزز شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر، خاصة مع رسائل السوق بأن القيود قد تُدار بطرق لا تعطل النشاط التجاري كليًا.
ثانياً: مفاوضات محتملة لإنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية
ملخص التطورات
- اجتماع مرتقب في ألاسكا بين ترامب وبوتين، يُنظر إليه بالفعل كمكسب سياسي لموسكو.
- روسيا قد تسعى لرفع العقوبات جزئيًا والحصول على تنازلات إقليمية من أوكرانيا.
- أوكرانيا لم تُدعَ رسميًا، ما يثير مخاوف غربية من إبرام اتفاق بدونها.
التأثير على الأسواق
- البورصات الأوروبية والأميركية ارتفعت فور الإعلان عن المحادثات، مع تحسن في مؤشرات المخاطرة.
- أسهم الدفاع شهدت تراجعًا قصير الأمد بسبب الرهانات على احتمالية تراجع الإنفاق الدفاعي حال تحقق السلام، في حين ظل الذهب تحت ضغط بانخفاض نحو 1% إلى 3,365 دولار للأونصة.
سيناريوهات التأثير
- في حال النجاح: قد يؤدي الاتفاق إلى تراجع التوترات الجيوسياسية، انخفاض أسعار الطاقة، وتحسن تدفقات التجارة العالمية، وهو ما يعزز الإقبال على الأسهم ويدعم عملات المخاطرة.
- في حال الفشل: استمرار الحاجة لتعويض المخزونات الدفاعية سيدعم شركات السلاح ويحافظ على مستويات عالية من الإنفاق العسكري، مع بقاء حالة الحذر في الأسواق.
ثالثا: اتفاق مع أبل لزيادة الانفاق
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى جانب الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك، عن خطة لزيادة استثمارات آبل في الولايات المتحدة إلى 600 مليار دولار خلال أربع سنوات، في إطار توجه لإعادة مكوّنات سلاسل التوريد والتصنيع المتقدم إلى داخل البلاد. وتشمل المبادرة برنامجًا أميركيًا جديدًا للتصنيع يهدف إلى تحفيز المورّدين والشركاء على تسريع الإنتاج المحلي، ما سيسهم بشكل مباشر في خلق 20 ألف وظيفة جديدة في الولايات المتحدة، إضافة إلى عشرات الآلاف من الوظائف غير المباشرة عبر شبكة المورّدين. وأكد كوك أن هذه الخطوة تعكس التزام آبل العميق بدعم الابتكار الأميركي وإبقاء الوظائف في قلب الاقتصاد المحلي، وذلك وفق ما نشر على الصفحة الرسمية للبيت الأبيض.