يسعى اعضاء حزب المحافظين في البرلمان البريطاني اليوم للتصويت على ثقته برئيسة الوزراء تيريزا ماي في جلسة يعتقد أن تكون سرية
القصة بدأت منذ الأسبوع الماضي والذي شهد بداية مناقشات البرلمان لخطة البريكست وامتدت لحضور رئيسة الوزراء بنفسها للإجابة على تساؤلات جميع البرلمانيين قبل يومين
الجلسة حينها كانت درامية وشديدة فقد عبرت الأغلبية الساحقة عن سخطها لخطة البريكست بما يتعلق بترك الحدود مفتوحة أمام ايرلندا واعتبروه نقصا للسيادة والسيطرة على الحدود لا يمكن قبوله
ليس فقط من حزب العمال المعارض بل حزب المحافظين الذي تنتمي اليه ماي
مما اجبرها على تأجيل تصويت البرلمان على الخطة الذي كان مقررا يوم أمس في مسعى منها لشد الرحال إلى بروكسيل لتنقذ الاتفاق المرفوض برلمانيا عسى أن تحظى بتنازل أوروبي جديد بشأن الحدود
ولكن الرد جاء أسرع من طائرة تيريزا فقد رفض رئيس المفوضية الأوروبية أي تعديل على الاتفاقية!
وقالت فرنسا وإيطاليا أن تنازلات كبيرة تم القيام بها للوصول لهذه الاتفاقية
وها قد تعقدت الأمور فلم يجد 48 برلماني من حزب المحافظين إلا الإعلان عن فقدانهم الثقة في رئيسة الوزراء وتقديمهم لطلب طرح الثقة بها!
وبهذا أصبح من الملزم طرح الثقة بها وفي حال لم تتمكن من الحصول على 157 صوت فقد تستقيل قبل التصويت أو قد تزاح عن المنصب
ولكن هل ازاحتها عن منصبها سيكون حتما سلبي على الإسترليني ومؤشرات الأسهم البريطانية؟
لا يشترط ذلك فقد يمكن عزلها من تعيين رئيس وزراء جديد يدعوا لاستفتاء جديد بشأن البريكست وقد تكون نتائجه هي لصالح البقاء بالاتحاد
أو قد يقوم رئيس الوزراء الجديد بسحب طلب الخروج من الاتحاد وهو ما يمكن القيام به بشكل احادي وفق حكم المحكمة الأوروبية
أو قد يتم السيناريو السيء وهو الخروج دون اتفاق
ولكن لا شك أن بقاء ماي كرئيسة وزراء رافضة لاستفتاء بريكست جديد مع إصرار البرلمان على تعديل اتفاقية لا يمكن تعديلها يعني خروج غير منظم مالم تحدث مساومات اللحظة الأخيرة
إلا أن إزاحة ماي من منصبها فهو يفتح فرص جديدة لبريطانيا منها استفتاء جديد أو سحب طلب الخروج رغم ضعف هذه الاحتمالية لانها قد تعارض رغبة البريطانيين
الممكن هو عمل استفتاء جديد ونهائي كون أن الصورة باتت أوضح لدى البريطانيين لما سيحدث عند الخروج غير المنظم من الاتحاد
وبكل الأحوال فإن حالة عدم اليقين بأعلى مستوياتها والتكهنات لا يمكن الجزم بها ولذا فالتداولات على الإسترليني ومؤشرات الأسهم البريطانية تعتبر الأخطر نسبياً.
نورس حافظ
كبير استراتيجي الأسواق